العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

والواقع أن أهمية هذا الاجتماع تنبع من دور الاستخبارات، باعتبارها عنصرا فاعلا فى عملية صنع أى قرار.

"المغزى والمفهوم لاستضافة مصر لاجتماعات "سيسا
 

لواء د. سمير فرج

 25 دبسمبر 2021


استضافت مصر فى الأسبوع الماضى الاجتماع السابع عشر للجنة أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية «سيسا» (CISSA)، حيث تسلمت مصر رئاسة اللجنة من رئيس المخابرات النيجيرية، لمدة عام. «سيسا» هى لجنة منبثقة عن مجلس الأمن والسلم الأفريقي، تتولى التحليل الاستخبارى والاستراتيجى لمهددات السلم والأمن فى القارة الأفريقية. ولقد رحب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى برؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات الأفريقية، خلال اجتماعهم، مؤكداً على ضرورة بذل أقصى جهد للحفاظ على أمن القارة الأفريقية.

والواقع أن أهمية هذا الاجتماع تنبع من دور الاستخبارات، باعتبارها عنصرا فاعلا فى عملية صنع أى قرار؛ فكلما كانت المعلومات الصادرة عن أجهزة الاستخبارات صحيحة ودقيقة، كلما صارت القرارات صائبة، والعكس صحيح. ومن هنا يبرز أهمية دور الاستخبارات فى دول القارة الأفريقية، التى تعج بالصراعات، مما يتطلب ضرورة تضافر جهود أجهزة الاستخبارات، بهدف الوصول للمعلومات الدقيقة، خاصة وأن علم الاستخبارات يؤكد أن نجاح الأجهزة الاستخباراتية مرهون بالتعاون والتنسيق مع نظرائها، سواء لتأكيد سلامة المعلومة، أو استكمالها، بما يساعد متخذى القرار، من الوصول للقرارات السليمة. ومن هنا تبرز أهمية ذلك المؤتمر، فى ضرورة توافر الجهود للتعاون بين أجهزة المخابرات فى الدول الأفريقية، خاصة فى تلك الفترة، التى تشهد العديد من النزاعات.

أما تولى مصر لرئاسة الدورة الحالية، فيرجع لرغبة العديد من الدول الأفريقية، فى الاستفادة من خبراتها، فى هذا المجال الحيوي، باعتبار مصر أقدم وأعرق، أجهزة الاستخبارات فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وافريقيا، وكذلك لتدريب الكوادر الاستخباراتية، من الدول الأفريقية، فى معاهد ومراكز التدريب المصرية. كما تهتم العديد من أجهزة الاستخبارات الأفريقية فى الاستفادة من خبرة مصر فى مقاومة، والتصدي، لعمليات الهجرة غير الشرعية، بعدما صارت أحد الملفات الساخنة، التى تعانى منها الكثير من دول القارة، بينما حققت فيها مصر طفرة كبيرة، بأنها الدولة الوحيدة فى المنطقة التى لا تعانى من تلك القضية، وهو ما لم يكن محض صدفة، وإنما نتاج جهد وعمل، يقف وراءه العديد من أجهزة الدولة.

وهكذا نرى، مرة أخرى، أن مصر تعود إلى أفريقيا، بخطوات واسعة، تلك الاستراتيجية التى انتهجها السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه قيادة البلاد، وأشرف سيادته على تنفيذها على كافة الأصعدة، السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، واليوم، يُضاف مجال التعاون الاستخباراتي، لتستأنف مصر دورها المحورى فى القارة.



Email: sfarag.media@outlook.com