العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وفى هذا الأسبوع، شهدت بنفسى، بالصدفة، مفاجأة سارة، عندما مررت على محور شينزو آبى، ذلك الطريق المحورى الذى يربط عدة مناطق بالقاهرة، ويحمل اسم رئيس وزراء اليابان.

شينزو آبى واللمسة الأخيرة
 

لواء د. سمير فرج

 7 مايو 2022


فى الحقيقة، كان رأيى، دائماً، أننا، فى مصر، نفتقد للمسة الأخيرة، وعند تنفيذ الأعمال الضخمة، ذات التكاليف الطائلة، يفوتنا، سهواً أو عمداً، إضافة اللمسة الجمالية، التى تظهر روعة ذلك العمل، ولعل أبسط الأمثلة، عند الانتهاء من إنشاء كوبرى جديد، مما يتكلف إنشاؤه مئات الملايين من الجنيهات، نجد أسفله بقايا الطوب، ومخلفات البناء، وأكوام التراب، وحتى أكياس الأسمنت الفارغة، التى تجاهل المسئولون عن تنفيذ الكوبرى، جمعها، وتسوية الأرض تحتها، وهو العمل الذى لا يتكلف الوقت أو المال، مقارنة بحجم العمل الأساسى، وإنما هو، فى الحقيقة، جزء لا يتجزأ لاكتمال العمل.

أما اليوم، وبعدما تولت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مسئولية الإشراف عن تنفيذ مشروعات الطرق والكبارى، وبدأنا نرى اكتمال الأعمال بوضع اللمسات الأخيرة الجمالية، التى كنا نفتقدها فى الماضى، فأصبحت حوائط الكبارى الأسمنتية، تتزين بأشكال هندسية وألوان زاهية، ولائقة، مضيفة للكبارى لمسات فنية بسيطة، للغاية، ولكنها تضيف مميزات جمالية رائعة.

وفى بعض المواقع، ووفقاً لطبيعة المشروع، يتم زراعة بعض النباتات الجميلة حوله، وهو ما تخوفت، فى البداية، لأن يكون قاصراً على يوم الافتتاح، فقط، إلا أننى تأكدت من صيانتها المستمرة، ومتابعتها بالرى، للحفاظ عليها.

وفى هذا الأسبوع، شهدت بنفسى، بالصدفة، مفاجأة سارة، عندما مررت على محور شينزو آبى، ذلك الطريق المحورى الذى يربط عدة مناطق بالقاهرة، ويحمل اسم رئيس وزراء اليابان، السابق، تقديراً لدوره فى مساندة مصر، سياسياً واقتصادياً، خلال فترة رئاسته للحكومة اليابانية، وأهمها إنشاء المدارس اليابانية فى مصر.

لقد صُمم، هذا المحور، على الطراز اليابانى، الذى يتميز بالألوان الزاهية، المتميزة، وتم طلاء المبانى والعمارات على جانبيه، بذات الألوان المتسقة مع الطراز اليابانى، وحتى كوبرى المشاة فوق المحور، ومحطات البنزين على جانبيه، صممت بنفس طراز المعمار اليابانى، اتساقاً مع المشروع بأكمله.

والحقيقة أننى شعرت بالسعادة والفخر، لأننى مقتنع، تماماً، أن النظافة تنشر النظافة، والجمال ينشر الجمال، والقبح ينشر القبح، وفى ظنى أن انتهاء محور شينزو آبى بهذا الشكل الرائع، سيكون بداية لفلسفة جديدة فى تنفيذ المشروعات على أكمل وجه، بما فى ذلك اللمسات الجمالية، ليصير ذلك نهجاً جديداً فى حياتنا المستقبلية، لنتقدم به خطوات، ونضيف مع كل عمل خطوة جديدة نحو مستقبل أفضل، وليس على المحاور والطرق، فقط، وإنما فى كل مشروع لنرتقى به إلى ما تستحقه مصر من الظهور بالشكل اللائق بحضارتها.



Email: sfarag.media@outlook.com