العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

أما نحن فلم نحسن استغلال الساحل الشمالي، رغم ما نملكه من مقومات تتفوق على تركيا.

الساحل الشمالي.. إلى أين؟

 

لواء د. سمير فرج

 20 أغسطس 2022


ثلاث سنوات قضيتها ملحقاً عسكرياً لمصر، فى العاصمة التركية، أنقرة، تلك العاصمة التى أسسها كمال أتاتورك، بديلاً عن إسطنبول، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، وهزيمتها فى الحرب العالمية الأولى.

ونظراً للتواضع النسبى لمستوى أنقرة، فقد كنت ألجأ، كغيري، للسفر خارجها، خاصة فى عطلات نهاية الأسبوع، فكنت أسافر إلى ساحل أنطاليا، على البحر المتوسط، ذلك الساحل الممتد من سوريا جنوباً، حتى البوسفور والدردنيل، ويعتبر «الدجاجة التى تبيض ذهباً» للاقتصاد التركي. فالحقيقة أن تركيا أقامت العديد من المنتجعات السياحية المتميزة، حققت من خلالها دخلاً قومياً كبيراً، وصل إلى 35 مليار دولار، مقارنة بدخل بلغ 12 مليار دولار حققته مصر.

ورغم أن ساحل أنطاليا التركى هو المقابل للسواحل المصرية على شاطئ المتوسط، التى تبدأ من السلوم غرباً حتى العريش شرقاً، مروراً بالإسكندرية وبورسعيد، إلا أن الساحل التركى يعيبه مياهه السوداء الداكن لونها، وشواطئه الصخرية، التى تحرم مستخدميه من الاستمتاع بمياه البحر، مما يدفعهم لقضاء أوقاتهم على حمامات السباحة، ومع ذلك فلا ننكر تميزه بالتنظيم والنظافة وتنوع النشاطات.

وفى كل عام، ومع موسم زيارة الساحل الشمالي، فى مصر، كل صيف، أجدنى أتحسر على عدم حسن استغلال الميزة التى حبانا بها الله من شواطئ رملية بيضاء، ومياه فيروزية، وطقس رائع طوال أشهر الصيف، فقد تحول ساحلنا الشمالى إلى غابات أسمنتية، مغلقة معظم شهور العام، إلا من أسابيع معدودة خلال موسم الصيف، بينما ساحل أنطاليا، المقابل لنا، يتم استغلاله، على مدار العام، من الأفواج السياحية، التى تقصده من كل بقاع أوروبا، وصار مصدر دخل أساسياً للاقتصاد التركي.

أما نحن فلم نحسن استغلال الساحل الشمالي، رغم ما نملكه من مقومات تتفوق على تركيا، سواء طبيعية أو غيرها، فلدينا المطارات وشبكة الطرق الحديثة، وكافة أنواع المرافق، سواء المياه، أو الكهرباء، أو الصرف الصحي، لكن ينقصنا وفرة الفنادق بكافة مستوياتها، لإدراج الساحل الشمالى على خريطة السياحة العالمية، كمقصد سياحى رائع، يمكن منه تنظيم رحلات اليوم الواحد إلى القاهرة، لزيارة منطقة الأهرامات بالجيزة، والمتحف المصرى الجديد، ومتحف الحضارات، وغيرها من المعالم الأثرية التى تميز بلادنا.

إن الوقت لم يفت، ومازالت الفرصة سانحة لتدارك أخطاء الماضي، ووضع خطة للاستفادة من الساحل الشمالى خاصة، والسواحل المصرية عامة، والتى لا يضاهيها فى الجمال والروعة أى سواحل طبيعية فى أى مكان فى العالم.



Email: sfarag.media@outlook.com