العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وهنا جاء قرار الرئيس السيسى بإنشاء هذه الجامعات، الأهلية والخاصة، لاستيعاب كل الشباب المصرى الذين ليس لهم مكان فى الجامعات الحكومية.

وداعًا للاغتراب
 

لواء د. سمير فرج

 17 مايو 2025


دعتنى الظروف خلال السنة الماضية للمرور على الجامعات المصرية، وذلك فى محاضرات للتوعية سواء فى مناسبة ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، أو لتوعية الشباب بالأخطار التى يتعرض لها الأمن القومى المصرى.

وحقيقى، كانت سعادتى بالغة بهذا التطور الكبير الذى نشهده الآن فى الجامعات المصرية، فهى التى تُخرّج لنا شباب المستقبل الذى سيقود مصر فى الفترة القادمة.

تذكرت حينها لقاء رئيس وزراء اليابان فى مؤتمر صحفى عام ١٩٩٨، عندما سأله أحد الصحفيين: كيف تستعد اليابان للدخول فى القرن الـ٢١؟ وكانت إجابته: «بالعلم وتطوير شبابنا، لأنه هو من سيقود اليابان فى الفترة القادمة».

ومن هنا كانت أولى خطوات الدولة المصرية فى استراتيجيتها نحو التعليم الجامعى هى إنشاء ثلاثة أنواع من الجامعات فى كل محافظة وهى الجامعة الحكومية والجامعة الأهلية والجامعة الخاصة.

وبهذا التكوين الجديد، لن يسافر أى شاب من مصر إلى الخارج. فمع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فوجئت الدولة المصرية بعودة آلاف من الطلاب المصريين الذين كانوا يدرسون فى روسيا وأوكرانيا، وهنا جاء قرار الرئيس السيسى بإنشاء هذه الجامعات، الأهلية والخاصة، لاستيعاب كل الشباب المصرى الذين ليس لهم مكان فى الجامعات الحكومية حيث لن يسافر أى شاب مصرى مستقبلًا، للدراسة بالخارج حيث ان الجامعات الجديدة موجودة أمامه سواء الجامعة الأهلية أو الخاصة.

أما الخطوة الثانية، التى أمر بها الرئيس السيسى، فهى الحد من الاغتراب. حيث سيجد الشباب فى كل محافظة ثلاث جامعات يدرس فيها، بدلاً من الذهاب إلى جامعات القاهرة أو الإسكندرية، وغيرها.

اليوم، هناك ثلاث جامعات فى كل محافظة تستوعب أبناء هذه المحافظة، وفى نهاية اليوم، يعود الشاب إلى حضن أمه التى تطمئن عليه وبالتالى يتم متابعته دراسيًا وشخصيًا.

وجاء الأمر الثانى، وهو إنشاء جامعات تهتم بالأبحاث والدراسات مثل جامعة النيل، التى أراها فكرة رائعة حيث تركز على الأبحاث العلمية التى تحتاجها الدولة فى الفترة القادمة وتركز الجامعات الجديدة على تحديات العصر مثل موضوعات التكنولوجيا والنانو تكنولوجى وعلوم الفضاء ونظم الحاسبات الآلية مع تقليل عدد الجامعات النظرية والتى يتخرج فيها الشباب لن يكون لديهم فرصة للعمل وابسط مثال على ذلك الآلاف من الطلبة خريجى كلية الحقوق.

وأعتقد أن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى، يركز حاليًا على أن يكون فى كل محافظة جامعة تُخرّج شبابًا مؤهلًا طبقًا لمتطلبات سوق العمل، فى هذه المحافظة ليعمل فور التخرج، بدلًا من تخريج شباب يحملون شهادات لا يجدون بها فرص عمل كما أن عدد الجامعات فى كل محافظة سوف يتماشى مع تعداد المحافظة، خصوصا فى السنوات العمرية التى سيتم قبولهم فى الجامعات.

أسعدنى أيضًا الاستفادة من الخبرات الأجنبية، بوجود جامعات مثل الجامعة اليابانية فى برج العرب، حيث إن نصف مجلس الجامعة من اليابانيين، والمنهج الدراسى وهو نفس الموضوعات التى تدرس فى الجامعات اليابانية وبذلك نضمن أن جامعتنا تسير على نفس التقدم العملى.

ولدرجة أنك بمجرد دخولك من البوابة تشعر وكأنك فى اليابان، خاصة أن تصميم منشآت الجامعة قام بها مهندس يابانى. حتى فى المطعم، وجدت وجبة الغداء من أطباق السوشى اليابانية.

كما أسعدنى كذلك وجود طلاب من إفريقيا يدرسون العلم فى مصر فى هذه الجامعة وهذه إضافة بالطبع للجامعات مطعم الجامعة وللسياسة الخرجية المصرية.

ومن الجامعات التى جذبت انتباهى أيضًا: جامعة الجلالة، فهى من أرقى الجامعات فى الشرق الأوسط. وعندما دخلت مستشفى الأسنان التابع لكلية الطب فى الجامعة، وجدت أحدث تكنولوجيا عالمية فى طب الأسنان، وبالطبع أعتقد أن حجم التكنولوجيا فى هذه الجامعة يفوق العديد من الجامعات المصرية وبالطبع العربية فى مختلف المجالات وخاصة مجال تكنولوجيا المعلومات وعلوم الفضاء.

وجاءت جامعة الملك سلمان فى جنوب سيناء لتكون أكثر من رائعة. فلأول مرة، لن يضطر أبناء جنوب سيناء للاغتراب من أجل الدراسة فى جامعات الدلتا. كما أن الجامعة هناك على أعلى مستوى من حيث قاعات المحاضرات والمعامل الحديثة والمناهج العلمية الحديثة.

وهناك أنواع من الجامعات الجديدة فى مصر تتبع جامعات عالمية مثل: الجامعة الألمانية والجامعة الإنجليزية والجامعة الفرنسية والجامعة الأمريكية فى العاصمة الإدارية والتى تُطبَّق نفس المناهج والأساليب الدراسية المتبعة فى الدولة التابعة لها فى الخارج لذلك عند زيارتى للجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية، وجدت معامل علوم الفضاء، النانو تكنولوجى، تصميم الحاسبات، وغيرها، وهى كلها موضوعات مواكبة للفكر الحديث وموضوعات العصر الحديث وتوفر أيضا للطالب سوق العمل.

ولا أنسى كلية الطب العسكرى التابعة للقوات المسلحة، حيث إن شهادة الطبيب المتخرج منها معترف بها فى جامعة لندن البريطانية. وقد حضرت احتفال موافقة كلية طب لندن، حيث تم فيها الموافقة على منح الشهادة فى مصر، ليكون معترفًا بها فى لندن، لأن المناهج والأساتذة والمحاضرات فى الكلية مصرية ولكن بمنهج بريطانى.

وهكذا، تحقق لكل مصرى أن يكون سعيدًا فى الجامعات الجديدة، التى تُخرّج لنا شباب المستقبل القادر على قيادة مصر نحو مستقبل أفضل بإذن الله.



Email: sfarag.media@outlook.com