العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
يعرف ذلك النظام بأنه متعدد الطبقات، بمعنى تكونه من أربع مراحل رئيسية.
|
القبة الذهبية.. مفاجأة ترامب
لواء د. سمير فرج
|
30 مايو 2025
|
فى مفاجأة من داخل المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن قيام الولايات المتحدة بإنشاء نظام «القبة الذهبية» الجديدة، كأحدث نظام دفاعى للولايات المتحدة الأمريكية، بهدف حماية البلاد من كل أنواع الصواريخ، بما فيها الصواريخ الباليستية، والفرط صوتية، وصواريخ كروز المتقدمة، بالإضافة إلى أى تهديدات محتملة من الفضاء الخارجى.
يعرف ذلك النظام بأنه متعدد الطبقات، بمعنى تكونه من أربع مراحل رئيسية، أولها هو الرصد والتدمير الاستباقى قبل إطلاق الصواريخ، أما الثانية فتتمثل فى اعتراض الصواريخ فى المرحلة الأولى من إطلاقها، بينما تكون المرحلة الثالثة فى الاعتراض خلال مرحلة التحليق الجوى، وأخيرًا الرابعة ومهمتها التعامل مع الصواريخ عند اقترابها من الأهداف.
ينطوى الإعلان عن ذلك النظام على مفاجأة ستُطبق لأول مرة، وهى نشر أسلحة هجومية فى الفضاء، على أساس وجود أسطول من الأقمار الصناعية الهجومية، القادرة على إسقاط الصواريخ العدائية فى بداية إطلاقها. كذلك فإن شبكه الأقمار الصناعية تقوم بالمراقبة ورصد الأهداف المعادية.
ويتميز ذلك النظام بتكامله مع الأنظمة الدفاعية المضادة للصواريخ المعمول بها حاليًا فى الولايات المتحدة الأمريكية، كما تؤكد المعلومات قدرته على اعتراض كل أنواع الصواريخ المعادية التى تنطلق من أى مكان، حتى إن انطلقت من الفضاء.
وفى إعلانه عن المشروع، أشار ترامب عن تكلفته المُقدرة بنحو 175 مليار دولار، منها 25 مليار دولار تم تخصيصها كتمويل مباشر من الكونجرس. كما أكد اكتمال نظام القبة الذهبية خلال ثلاث سنوات، أى مع نهاية ولايته فى عام 2028، رغم تأكيد معظم الخبراء العسكريين على أن إنشاء مثل ذلك النظام يحتاج من 7 إلى 10 سنوات.
ومما لا شك فيه أن المشروع أثار مخاوف العديد من القوى، وأولها الصين، التى اعتبرته تهديدًا للنظام الدفاعى العالمى، وما سيتبعه من سباق جديد للتسليح فى العالم، مشيرة إلى أن هذا النظام ليس دفاعيًا، لكنه دعم لسياسة «الضربة الأولى». بينما أعلنت كندا عن استعدادها للتعاون مع الولايات المتحدة فى ذلك المشروع، حيث إنها تشارك أمريكا فى كونها فى الخط الأول أمام أى تهديدات صاروخية معادية. أما روسيا، فلم يصدر عنها أى تعليق، حتى الآن، وهو ما يُرجعه الكثيرون لرغبة الرئيس بوتين فى الوصول لاتفاق سلام مع أوكرانيا، أولًا.
واختصارًا، فإن هذا المشروع، المتقدم تكنولوجيًا، يُعد مشروعًا دفاعيًا أمريكيًا متكاملًا يهدف إلى حماية شاملة للولايات المتحدة الأمريكية من أى تهديدات صاروخية تقليدية أو فضائية، ويعتمد على تكنولوجيا هجومية لم يتم استخدامها من قبل، وستُثبت السنوات القادمة الهدف من وراء إنشائه وتطبيقه.
Email: sfarag.media@outlook.com
|