العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

في مثل هذا اليوم، العاشر من أكتوبر، منذ 47 عام، كنا على موعد مع أعظم أيام حرب أكتوبر المجيدة، نحتفل بمرور أسوأ الأيام على إسرائيل، بعدما وقفت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، ومعها وزير دفاعها موشي ديان، في مؤتمر صحفي، الأشهر في تاريخ إسرائيل، يوم التاسع من أكتوبر 73، ليعلنا صراحة أمام كل وسائل الإعلام العالمية هزيمة إسرائيل.

اليوم العاشر من أكتوبر
 

لواء د. سمير فرج

 10 أكتوبر 2020


في مثل هذا اليوم، العاشر من أكتوبر، منذ 47 عام، كنا على موعد مع أعظم أيام حرب أكتوبر المجيدة، نحتفل بمرور أسوأ الأيام على إسرائيل، بعدما وقفت جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية، ومعها وزير دفاعها موشي ديان، في مؤتمر صحفي، الأشهر في تاريخ إسرائيل، يوم التاسع من أكتوبر 73، ليعلنا صراحة أمام كل وسائل الإعلام العالمية هزيمة إسرائيل، حيث قالت مائير “إننا أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ قيامها … لقد انهارت معتقداتنا الراسخة وإيماننا المطلق بقدرتنا على منع المصريين من عبور قناة السويس … لكنهم نجحوا في العبور وتكوين رأس الكوبري”، وهو ما أكده ديان بقوله “لقد عبر المصريون ولن نستطيع إعادتهم للخلف”.

وفور انتهاء هذا المؤتمر، الذي كان أشبه بالصدمة للولايات المتحدة الأمريكية، مدت، على الفور، جسر جوي لنقل الأسلحة والعتاد والذخائر، إلى إسرائيل، سواء من مخازنها، أو سحباً من قواتها العاملة في ألمانيا، لاختصار زمن النقل، فكان من أخطر الأسلحة التي تم نقلها بواسطة هذا الجسر الجوي، هو صواريخ “تو” Tow الأمريكية المضادة للدبابات، والتي كانت أحدث سلاح، حينها، في الترسانة العالمية، إذ وصلت نسبة دقة الإصابة به لنحو 100%، بينما صواريخ “المالوتيكا” الروسية، التي يعتمد عليها الجيش المصري، لا ترتقي نسب دقتها إلى ذلك الصاروخ الجديد.

ورغم ما حققه صاروخ Tow من ميزة نسبية للقوات الإسرائيلية بعد وصوله، حيث كان يتم شحن الأسلحة من ألمانيا إلى مطار العريش مباشرة، ومنها في غضون 3 ساعات يكون في منطقة القتال في قناة السويس، إلا أن الجندي المصري حقق بصاروخ “المالوتيكا” نتائج مذهلة. وشاءت الظروف، وبينما أدرس بكلية كمبرلي الملكية بإنجلترا، بعد ثلاث سنوات من انتصارنا في حرب أكتوبر 73، أن ألتقي بزميلي الضابط الأمريكي بوب هاردي، ليحكي لي أنه كان قائداً لفوج لصواريخ التو في ألمانيا، وكيف صدرت إليه الأوامر، يوم 9 أكتوبر 73، بالتوجه فوراً القاعدة العسكرية لشحن كل صواريخ الفوج الذي يقوده، على الطائرات الأمريكية، لنقلها إلى العريش … وهكذا كان يوم التاسع من أكتوبر 73 يوماً أسود في تاريخ إسرائيل، بينما في يوم العاشر من أكتوبر كانت نتائج هذا المؤتمر ظاهرة على وجوه كل المصرين، شعباً وجيشاً، وأولهم الرئيس السادات عندما قال “أنا فخور بأولادي الذين حققوا هذا النصر العظيم”.



Email: sfarag.media@outlook.com