العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

بدأت المعركة في الثانية من صباح يوم 24، حين أصدر الجنرال جونيه قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية أوامره للواء الكولونيل أرييه كيرين، وقائد كتيبة المظليين يوسي يوفي، بضرورة اقتحام مدينة السويس، قبل وصول مراقبي الأمم المتحدة لتطبيق قرار وقف إطلاق النار.

معركة السويس
 

لواء د. سمير فرج

 24 أكتوبر 2020


نحتفل اليوم 24 أكتوبر، بالعيد القومي لمحافظة السويس، الباسلة، ذلك اليوم الذي يوافق ذكرى أعظم معارك مصر، وهي معركة السويس في عام 73، التي تعد آخر معارك حرب أكتوبر المجيدة، قبل وصول مراقبي الأمم المتحدة، لمتابعة سريان وقف إطلاق النار، المتخذ قراره يوم 23 أكتوبر 1973.

تعود أسباب تلك المعركة إلى قرار إسرائيل اقتحام مدينة السويس، بافتراض أنها مهمة سهلة، خصصت القيادة الإسرائيلية لتنفيذها لواء مدرع، وكتيبة من اللواء المظلي، بينما القوات العسكرية المصرية، في مدينة السويس، هي عناصر إدارية، تابعة لقوات الجيش الثالث الموجود في شرق القناة، فأمر العميد يوسف عفيفي، قائد الفرقة 19 مشاة، الموجود في شرق القناة، بدعم قوات المدينة بعناصر من الصواريخ المضادة للدبابات، وعناصر من مجموعات قنص الدبابات.

بدأت المعركة في الثانية من صباح يوم 24، حين أصدر الجنرال جونيه قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية أوامره للواء الكولونيل أرييه كيرين، وقائد كتيبة المظليين يوسي يوفي، بضرورة اقتحام مدينة السويس، قبل وصول مراقبي الأمم المتحدة لتطبيق قرار وقف إطلاق النار. ومع أول ضوء، تقدمت الوحدات الإسرائيلية في اتجاه حي الأربعين، فتصدت لها عناصر المقاومة الشعبية بإطلاق النيران، فكان أول عناصر المقاومة محمود عواد، الذي أطلق قذائف RPJ ضد الدبابات المتقدمة، ومعه زملائه، من اتجاه سينما رويال، إبراهيم سليمان ورفيقه محمد سرحان، فأصيبت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة، والعربات المدرعة، واندلعت فيها النيران، وسط ذهول القوات الإسرائيلية، التي قفزت من الدبابات، محاولة الاختباء في المساكن المجاورة، فإذا بنيران رجال المقاومة الشعبية، ورجال الجيش الثالث، تنهمر عليهم.

أمام هذا المشهد، تراجع عناصر المظللين الإسرائيليين، وحاولوا الاحتماء داخل قسم الأربعين، فحاصرهم رجال المقاومة داخل القسم، ودارت الاشتباكات بين الجانبين، ومع حلول الظلام، أصدر الجنرال أدان أوامره للقوة الإسرائيلية بالخروج من مداخل المدينة، فانسحبت القوات الإسرائيلية، بالفعل، في فجر يوم 25 أكتوبر، بعدما تكبدت 80 قتيلاً، و120 جريحاً. حاولت إسرائيل، مرة أخرى، اقتحام المدينة، فلم تلاق إلا نفس ويلات المرة الأولى. وبعد سريان وقف إطلاق النار، حضرت جولدا مائير، والتقطت صوراً لها على مدخل مدينة السويس، لتزعم للعالم أن إسرائيل استولت على مدينة السويس.

لقد خلد التاريخ هذه المعركة، وسطر بطولة وبسالة رجال المقاومة الشعبية من أبناء السويس، بأحرف من نور، بعدما دافعوا عن مدينتهم بأسلحة بسيطة، وكبدوا العدو الإسرائيلي خسائر فادحة.



Email: sfarag.media@outlook.com