العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

ويُلاحظ من ترتيب المراكز هذا العام، استمرار خروج الجيش الإيرانى من ترتيب أقوى عشر دول فى العالم، بعدما اعتاد منافستها فى عهد شاه إيران، وهو ما يرجع لاعتماد نظام الحكم الدينى المتطرف، بداية من عصر الخومينى.

الجيش المصرى فى المركز 12 عالميا
 

لواء د. سمير فرج

 27 يناير 2022


صدر التقرير السنوى لمنظمة جلوبال فاير باور Global Fire Power فى موعده من كل عام، فى شهر يناير، ليحدد ترتيب القوات العسكرية، التقليدية، غير النووية، من حيث القوة، مصنفاً الجيش المصرى فى المرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط، من بين خمس عشرة قوة عسكرية، وفى المركز الثانى عشر، على مستوى العالم، من بين 140 دولة. تعتمد منظمة جلوبال فاير باور Global Fire Power على عدة عوامل للتقييم، لترتيب قوة الجيوش، تصل لنحو 50 مؤشرا، موزعين على عدة فئات رئيسية، أهمها القوة البشرية، وحجم وتطور الأسلحة والمعدات العسكرية، ثم حجم الإنفاق العسكرى، والموقع الجيوسياسى للدولة، والقوة اللوجستية، وموارد الدولة الطبيعية، وغيرها.

وبناء على تلك المؤشرات والعوامل، الموضوعية، التى يكون لكل منها وزن نسبى عند تحديد القوة العسكرية لأى دولة، فقد جاء تصنيف الجيش التركى فى المرتبة الثانية بمنطقة الشرق الأوسط والثالثة عشرة عالمياً، يليه الجيش الإيرانى فى المرتبة الثالثة بالشرق الأوسط والرابعة عشرة عالمياً، أما الجيش الإسرائيلى فجاء فى المرتبة الرابعة لمنطقة الشرق الأوسط والثامنة عشرة عالمياً، واحتل الجيش السعودى المرتبة الخامسة بالشرق الأوسط والعشرين عالمياً، بينما الجيش العراقى فى المرتبة السادسة فى المنطقة والرابعة والثلاثين عالمياً، وبعده الجيش الإماراتى فى المرتبة السابعة فى المنطقة والسادسة والثلاثين عالمياً، وحل الجيش السورى ثامناً فى منطقة الشرق الأوسط، والجيش الكويتى فى المرتبة التاسعة، أما المرتبة العاشرة فى المنطقة فكانت من نصيب الجيش الأردنى، يليه، بالترتيب، قطر وعمان واليمن والبحرين ثم لبنان.

ويُلاحظ من ترتيب المراكز هذا العام، استمرار خروج الجيش الإيرانى من ترتيب أقوى عشر دول فى العالم، بعدما اعتاد منافستها فى عهد شاه إيران، وهو ما يرجع لاعتماد نظام الحكم الدينى المتطرف، بداية من عصر الخومينى، إلى تقليل الاعتماد على الجيش النظامى، والتركيز على الحرس الثورى، الذى يضمن الولاء للإمام وليس للدولة، فتم، عمداً، إضعاف الجيش النظامى لحساب إرساء الحرس الثورى، وهو ما له بالغ الأثر السلبى، منذ ذلك الحين، على مركز الجيش الإيرانى ضمن ترتيب العشر الأوائل.

كما تلاحظ، هذا العام، تقدم مصر مقارنة بتصنيف العام الماضي, فبعدما كانت فى المركز الثالث عشر، تقدمت للمركز الثانى عشر على مستوى العالم، خلفاً لكل من الولايات المتحدة الأمريكية، التى تحتل المركز الأول كأقوى الجيوش التقليدية، يليها فى الترتيب، روسيا، ثم الصين، والهند، واليابان فى الترتيب الخامس عالمياً، وهذه الدول الخمس لم يتغير تصنيفها طوال الأعوام الثلاثة السابقة، أو حتى ما قبلها، باستثناء المركز الخامس، الذى كانت تتبادله اليابان وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا.أما المركز السادس، فى الترتيب الحالى، فشغلته كوريا الجنوبية، متقدمة على الجيش الفرنسى الذى احتل المركز السابع، يليه الجيش البريطانى فى المركز الثامن، ثم باكستان فى المركز التاسع، والبرازيل فى المركز العاشر، يخلفهما إيطاليا فى المركز الحادى عشر، ثم مصر فى المركز الثانى عشر عالمياً.

وتشير التقارير إلى أن نجاح مصر فى أن تكون أقوى جيوش المنطقة يرجع لعدة أسباب، على رأسها قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى اتخذه فور توليه رئاسة البلاد، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، بتنويع مصادر السلاح،بعدما كان اعتمادنا مقصوراً، لمدة تزيد على 40 عاماً،على السلاح الأمريكي. والحقيقة أن ذلك القرار لا يقصد منه، أبداً، التقليل من أهمية السلاح الأمريكى، لكن المقصود منه إيلاء الأولوية القصوى للجيش المصرى، فى تحديد احتياجاته، بما يتناسب مع متطلبات الأمن القومى المصرى، ووفقاً للشروط التعاقدية المناسبة، بما يحقق استمرارية توافر قطع الغيار، والدعم الفنى لهذه الأسلحة.كما كان لتكرار التدريبات العسكرية المشتركة مع العديد من الدول، الفضل فى اكتساب الجيش المصرى لقدرات وخبرات قتالية جديدة، انعكست على ارتفاع تقييم قوته العسكرية.

واعتماداً على قرار تنويع مصادر السلاح، ولمجابهة التهديدات التى تواجهها مصر على الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة، قررت القيادة المصرية تعزيزالقدرات العسكرية، خاصة القوات البحرية، التى أصبحت القوة السادسة بحرياً فى العالم، بهدف تأمين استثماراتها وثرواتها البترولية فى البحر المتوسط، بالتوازى مع تأمين حدودها فى البحر الأحمر، والمجرى الملاحى لقناة السويس، الشريان الرئيسى للدخل القومى المصري. بل وزادت مصر من قدراتها البحرية، من خلال عمليات تصنيع الفرقاطات الفرنسية والإيطالية فى الترسانة البحرية بالإسكندرية، مع تصنيع لنشات الصواريخ المختلفة. كما دعمت قدراتها بشراء قمر صناعى عسكرى، من فرنسا، يحقق للقوات المصرية الحصول على المعلومات، مع تأمين اتصالاتها خارجياً، وداخلياً.

يضاف لذلك نجاح مصر، منذ تولى الرئيس السيسى، فى تطوير مصانعها الحربية، وهو ما انعكس، فى قدرتها على تنظيم دورتين من معرض الدفاع أيديكس، الذى عرضت خلاله أسلحتها المتطورة، ومنها الطائرة المسيرة بدون طيار. وجاء إنشاء القواعد العسكرية المصرية الجديدة؛قاعدة 3 يوليو فى البحر المتوسط، وقاعدة برنيس فى البحر الأحمر،وقاعدة محمد نجيب،كأكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط، لتأمين الاتجاهات الشمالية الشرقية، والشمالية الغربية، لترفع من تقييم القوات المسلحة المصرية سواء إقليمياً أو عالمياً.

ورغم أن عقيدة مصر واستراتيجيتها، كانت، وستظل،السياسة الدفاعية، فإن قواتها المسلحة النظامية، القوية،تضمن ردع كل من تسول له نفسه مجرد تهديد أمنها القومى،أوتهديد ثروات شعبها ومقدراته.



Email: sfarag.media@outlook.com