العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

أما أسعد المفاجآت فكانت فى أعداد الدارسين بالكلية، من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية، والتى تصل لأكبر من أى أعداد دارسين فى كليات أركان حرب فى العالم.

يوم فى كلية القادة والأركان
 

لواء د. سمير فرج

 5 فبراير 2022


كنت على موعد لتقديم محاضرة عن استراتيجية مصر فى عام 2022، للدارسين وأعضاء هيئة التدريس بكلية القادة والأركان المصرية، أو «مصنع قادة القوات المسلحة».

ورغم تعدد زياراتى السعيدة لتلك الكلية العريقة، بدءاً من دراستى بها لمدة عام ونصف، أو عودتى إليها كعضو هيئة التدريس، لمدة ثلاثة أعوام، فور إنهاء دراستى بكلية كيمبرلى الملكية بإنجلترا، لفترة كانت من أسعد فترات خدمتى، نقلنا خلالها أساليب قتال العقيدة القتالية العسكرية الغربية، فإننى لازلت أشعر بذات الرهبة أمام عظمة تلك الكلية العسكرية العريقة.

فور وصولى للكلية، وقبل بدء المحاضرة، طفت بها فى جولة لاستعادة الذكريات، وشعرت بالفخر والعزة لما لمسته من تطور، حيث أصبحت الكلية تدرس، الآن، العقيدة القتالية الشرقية (السوفيتية)، جنباً إلى جنب مع العقيدة القتالية الغربية للولايات المتحدة ودول حلف الناتو، مضافاً إليها خبرة قواتنا المسلحة فى مقاومة الإرهاب، وهى موضوعات لا يتم تدريسها، مجتمعة، فى أى كلية أركان حرب فى العالم، إلا هنا فى مصر.

ودخلت متحف الكلية، الذى يضم صوراً لعظماء خريجيها سواء لمصريين، بدءاً من الرؤساء محمد نجيب وعبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة والرئيس السيسى، أو خريجيها من رؤساء الدول الأفريقية والعربية، ومنهم على سبيل المثال، لا الحصر، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ومررت على غرف الدراسة والمحاضرات، المجهزة على أعلى مستوى بأحدث نظم تكنولوجيا المعلومات، والملحق بها معمل للغات، لتدريب الدارسين على استخدام الحاسبات الآلية، بمختلف اللغات، فى محاكاة لجميع مراحل المعركة، عند إصدار أوامر القتال، وحضرت مناقشة بعض التمارين التكتيكية التى تتم باللغة الإنجليزية.

أما أسعد المفاجآت فكانت فى أعداد الدارسين بالكلية، من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية، والتى تصل لأكبر من أى أعداد دارسين فى كليات أركان حرب فى العالم. كما حرصت على زيارة مركز المباريات الحربية، الذى أشرُف بأن كنت أول من نقل فكرته إلى مصر، فوجدته اليوم يُدار بأحدث الوسائل التكنولوجية وعلوم دراسة الأرض، من خلال الصور الثلاثية الأبعاد، وسعدت بملاحظة هذا التطور الحديث، فى نظم التعليم، فى أول كلية أركان فى الشرق الأوسط، التى تم إنشاؤها عام 1825، بواسطة هيئة تدريس من المصريين والأوروبيين.

إن وجود مثل تلك الكلية العريقة على أرض مصر، يعد أحد عوامل تقدم القوات المسلحة المصرية، وتصنيفها على رأس قائمة أقوى الجيوش العسكرية فى الشرق الأوسط.



Email: sfarag.media@outlook.com