العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

تعتمد الكلية الجديدة على أحدث النظم التعليمية المتبعة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فتم إنشاء قاعات المحاضرات التى تسمح بالتدريس لمجموعات صغيرة من الطلاب، لضمان الكفاءة فى الاستيعاب، وجُهزت المعامل بأحدث المعدات التى تسمح للطالب بالتدريب العملى المتميز.

..وأصبح لدينا كلية طب جديدة
 

لواء د. سمير فرج

 25 أغسطس 2022


احتفلت القوات المسلحة المصرية، فى الشهر الماضى، بحصول كلية الطب، الجديدة، التابعة لها، على شهادة المجلس الطبى العام بالمملكة المتحدة، والتى تعد إقراراً معتمداً بأن التعليم بتلك الكلية المصرية يتطابق مع معايير الجودة بكليات الطب داخل المملكة المتحدة. كان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أصدر قراراً بإنشاء كلية طب تابعة للقوات المسلحة، على أن تؤسس وفق أعلى المقاييس العلمية الدولية، لتخريج جيل جديد من الأطباء، لتلبية احتياجات مستشفيات القوات المسلحة، ولتنضم بذلك تلك الكلية، إلى باقى كليات الطب، بكل الجامعات المصرية، وتستقبل خريجى الثانوية العامة، بنفس الشروط المتبعة فى مثيلاتها بمختلف الجامعات المصرية.

تعتمد الكلية الجديدة على أحدث النظم التعليمية المتبعة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فتم إنشاء قاعات المحاضرات التى تسمح بالتدريس لمجموعات صغيرة من الطلاب، لضمان الكفاءة فى الاستيعاب، وجُهزت المعامل بأحدث المعدات التى تسمح للطالب بالتدريب العملى المتميز، فضلاً عن تأسيس مشرحة منفردة فى إمكاناتها، ومركز للمحاكاة التعليمية، طبقاً لأحدث الأساليب والمعايير الأوروبية، لتدريب الطلبة على العديد من المهارات، التى يصعب تطبيقها على مرضى فعليين. كما أنشأت الكلية صالات امتحانات مجهزة طبقاً للأكواد العالمية، مع الاستعانة ببرامج امتحانات متطورة، تعتمد على التطبيقات الإلكترونية المستخدمة فى العديد من كليات الطب العالمية، مع وجود إدارة متخصصة لمتابعة ومراقبة وتقييم العملية التعليمية وأعضاء هيئات التدريس.

وعلاوة على المنهج الطبى، أضافت الكلية برنامجاً للعلوم العسكرية، وتم التركيز على الإعداد البدنى والنفسى للطلبة، طبقاً لأعلى المعايير الدولية، ووقعت بروتوكولات تعاون مع عدد من كبرى كليات الطب فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الأوروبية، للاستعانة بخبراتها فى تطوير البرامج التعليمية، مع الاتفاق على برامج تدريبية، بتلك الكليات الأجنبية، لطلبة الدراسات العليا، لتلقى جزء من تدريبهم فى الخارج. وعلى صعيد متواز، تم وضع برنامج لتأهيل الكوادر العلمية، القائمة على التدريس بتلك الكلية، لرفع كفاءاتهم، لمواكبة تطور المناهج التعليمية، التى هم بصدد تدريسها.

وعلى مدئ العامين الماضيين، خضعت كلية طب القوات المسلحة، الحديثة نسبياً، والمؤسسة فى عام 2013، لعملية تقييم كامل من المجلس الطبى العام بالمملكة المتحدة، تلك العملية التى تتم على مراحل عدة، وتشمل العملية التعليمية بأكملها، وذلك لضمان تطابقها مع أكواد التعليم، المتبعة فى كليات الطب البريطانية. وبناءً على نتائج مراحل التقييم، أصدر المجلس الطبى العام فى المملكة المتحدة قراره بحصول كلية الطب، التابعة للقوات المسلحة المصرية،على الاعتماد الدولى، بل وإدراج الكلية، فى قائمة المجلس الطبى العام البريطانى،على موقعها الإلكترونى، كأول كلية، خارج المملكة المتحدة، تحصل على هذا الاعتراف، الرفيع المستوى، من ذلك المجلس البريطانى، المنوط به، بحكم القانون البريطانى، والقائم على تنظيم وحوكمة عمل الأطباء فى المملكة المتحدة، وبالتالى تنظيم عمل كليات الطب التابعة له والمعتمدة منه.

وقد اشتملت الدراسة، التى أعدها وفد كبير من المجلس الطبى العام فى بريطانيا، على مدى عامين، على وضع معايير التعليم والتدريب سواء للطلبة الدارسين، أولأعضاء هيئة التدريس بالكلية، مع تأكيد أن الكلية تقدم كل ما هو جديد فى عالم الطب، والتعليم الطبى، من خلال المناهج العلمية المعتمدة من بريطانيا، علماً بأن جميع الأطباء من خريجى هذه الكلية المصرية، سيتم تسجيلهم فى سجلات أطباء المملكة المتحدة. كما تم تأكيد دور الكلية فى تقديم خدماتها طبقاً لمعايير الجودة ولوائح التعليم الطبى المعمول بها فى بريطانى، وكذلك إدخال اختيار التراخيص الطبية (MLA) ، والتأكد من أن جميع مستشفيات تدريب الطلبة، التابعة للكلية، تعمل طبقاً للمعايير الدولية فى المجالات الطبية، يضاف لكل ما سبق أنه قد تم ربط مكتبة تلك الكلية فى مصر، مع جميع مكتبات كليات الطب فى بريطانيا، للاستفادة بكل الدراسات والأبحاث العلمية التى تصدر فى المملكة المتحدة.

وأمام الأهمية العلمية والدولية لذلك الحدث، فقد تم تنظيم احتفال كبير للقوات المسلحة، بحضور السيد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار السيد رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، وقادة القوات المسلحة المصرية، وممثلين عن المجلس الطبى العام بالمملكة المتحدة، وهم الأستاذ الدكتور هيلين فيثروستون، المدير العام للخدمة الدولية بالمجلس، والأستاذ الدكتور روبين بينسو، مدير برنامج ضمان جودة التعليم الطبى بالمجلس، اللذان قدما، خلال ذلك الاحتفال، شهادة اعتماد من المجلس الطبى العام بالمملكة المتحدة لكلية الطب بالقوات المسلحة المصرية، والتى تقربتطابق الكلية مع معايير الجودة لكليات الطب داخل بريطانيا، ليحق، بذلك، للأطباء المصريين، خريجى هذه الكلية فى مصر، الانضمام للعمل بالمستشفيات البريطانية، فى شتى التخصصات الطبية، فضلاً عن فرصهم للعمل بكل المستشفيات المصرية.

ومما لاشك فيه أن الأطباء الجدد من خريجى هذه الكلية سيكونون إضافة مهمة للقطاع الصحى بمصر بوجه عام، وللمستشفيات العسكرية بوجه خاص، والتى لا يقتصر تقديمها لخدمات الرعاية الصحية على أبناء القوات المسلحة فحسب، وإنما تمتد مظلتها لتشمل كل المصريين، حتى إن السيد الرئيس السيسى قد وجه مؤخراً بتوسيع قاعدة وجود المستشفيات العسكرية، فى معظم محافظات مصر، حتى تلك الخالية من وجود قوات عسكرية متمركزة بها، وذلك لتيسير تقديم الخدمات الطبية لجميع المواطنين. وهكذا يستمر سعى القوات المسلحة المصرية، لخدمة أبناء ذلك الشعب العظيم، فى كل الاتجاهات، بخطوات علمية ومعايير عالمية.



Email: sfarag.media@outlook.com