العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وهنا تجدر الإشادة بتوجيهات السيد الرئيس السيسى، بمنع التوصيات، تماما، لما فيها من ظلم لطلاب الثانوية العامة المتفوقين.
|
الواجب.. الشرف.. الوطن
لواء د. سمير فرج
|
20 مارس 2025
|
تابعت، خلال الأسبوع الماضى، زيارة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الأكاديمية العسكرية، لتناول الإفطار مع طلابها، فتذكرت حينها قسم الكلية الحربية المصرية، وشعارها، الواجب... الشرف... الوطن، تلك الكلمات الثلاث التى يرددها الطلبة، يوميا، فى ساحة الكلية، عند اصطفافهم فى طابور التمام، فى الساعة الخامسة مساء، مثلما رددته وأنا طالب منذ عدة عقود. ولما دعانى السيد الفريق أشرف سالم زاهر لزيارة الكلية الحربية الجديدة، التى أصبحت، الآن، الأكاديمية العسكرية المصرية، وتضم الكليات الحربية والجوية والبحرية والدفاع الجوى، إذ تتمركز الكلية الحربية وكلية الدفاع الجوى فى مقرهما الجديد بالعاصمة الإدارية، بينما ظلت الكلية الجوية فى بلبيس لارتباطها بالقاعدة العسكرية هناك، وبقيت الكلية البحرية فى مقرها القديم على البحر المتوسط، بأبى قير، حيث تتمركز القطع البحرية للتدريب. عندما وصلت إلى الأكاديمية العسكرية، دعانى الفريق أشرف، قبل إلقاء المحاضرة، لحضور طابور التمام، فى الساحة الجديدة لمبنى الكلية، فاستمعت، بكل الفخر، للطلبة الجدد، من شباب مصر العظماء، وهم يهتفون بشعار الكلية، الواجب... الشرف... الوطن، واستمعت من الفريق أشرف عن نظام التعليم الجديد فى الكلية، الذى شهد طفرة ليتماشى مع متطلبات العصر الحديث، من تطور الأسلحة الجديدة بالترسانات العالمية، ذات المستويات التكنولوجية العالية، الأمر الذى يتطلب تسليح طلبة الكليات العسكرية، وضباط المستقبل، بأعلى الدرجات العلمية الحديثة، لمواكبة ما تشهده الأسلحة الحديثة من تطور.
كما أن الالتحاق بالكليات العسكرية، لا يعتمد فقط على الحصول على شهادة الثانوية العامة، فقبول الطلاب يستلزم اجتيازهم اختبارات طبية، وبدنية، ونفسية، وانتهى عصر «التوصيات» بالقبول، التى كان المجتمع المصرى متأثرا بها من رواية «رد قلبي» للعظيم يوسف السباعى، عندما قامت «إنجي»، التى جسدتها الفنانة مريم فخر الدين، بزيارة أحد الباشاوات ليقوم بالتوصية على قبول «علي»، الذى قام بدوره الفنان شكرى سرحان، فى كشف الهيئة، للانضمام للكلية الحربية.
وهنا تجدر الإشادة بتوجيهات السيد الرئيس السيسى، بمنع التوصيات، تماما، لما فيها من ظلم لطلاب الثانوية العامة المتفوقين، فى مقابل حاملى التوصيات،والتنبيه بالالتزام بقصر قبول الشباب المصرى بالكليات العسكرية على مجموع الثانوية العامة، ونتائج اختبارات اللياقة البدنية، واللياقة الطبية واللياقة النفسية، مع السماح ببعض الاستثناءات، المحدودة جدا، لشباب وأبناء سيناء، الذين حُرموا، فى الماضى، من الالتحاق بالكليات العسكرية. كما استحدثت الكلية الحربية نظاما جديدا لقبول الطلاب بها، فلم يعد مقصورا، فقط،على خريجى الثانوية العامة، وإنما تم السماح لخريجى الجامعات المصرية، للالتحاق بالكلية الحربية، لمدة سنتين، بعد انتهاء الدراسة بالجامعة المصرية، ليصبح ضابطا مقاتلا، وليس ضابطا مهنيا، من قوة الجيش المصرى، للاستفادة من مجال دراسته الجامعية، بمختلف أفرع القوات المسلحة المصرية، ووفقا لاحتياجاتها وأولوياتها.
وأمام ما تشهده جيوش العالم من تقدم، فقد كان لزاما تطوير المناهج الدراسية، بالأكاديمية العسكرية المصرية،لتتجاوز العلوم العسكرية، فكانت الفلسفة الجديدة للكلية بإضافة العلوم المدنية المتقدمة،والاعتماد عليها، باعتبارها الأساس الذى تنتهجه صناعة الأسلحة والمعدات الحربية المُستخدمة فى الترسانات الحربية العالمية. فعلى سبيل المثال يعتمد ضابط سلاح الإشارة، اليوم،فى اتصالاته على الأقمار الصناعية، ومنها القمر الصناعى المصرى العسكرى المحلق فى الفضاء، فصار من الضرورى أن يكون ملما، تمام الإلمام، بعلوم الاتصالات اللاسلكية. كذلك يتخرج ضباط الدفاع الجوى بالدرجة العسكرية، بالإضافة إلى درجة بكالوريوس الهندسة، ومثلهم ضباط الإشارة والحرب الإلكترونية الذين يحصلون على درجة البكالوريوس فى نظم وتكنولوجيا المعلومات، ويحصل غيرهم على بكالوريوس علوم الإدارة وغيرها من أعلى شهادات العلوم المدنية، مما تطلب، كذلك، مد فترة الدراسة بالكليات العسكرية إلى أربع سنوات، لتتطابق مع مدد الدراسة بالجامعات المدنية، التى يدرس فيها طالب الكلية الحربية. والحقيقة أن تلك الخطوة كانت مهمة، وضرورية، واستلزمت مجهودا كبيرا فى الإعداد لها على مختلف المستويات العلمية واللوجستية، لما لها من أثر عظيم فى مستقبل الكليات العسكرية الجديدة، التى صارت، فى يومنا هذا، مزودة بأحدث المعامل، ونظم المحاكاة. وقد روى لى الفريق أشرف، أنه استقبل، منذ فترة، مدير الكلية العسكرية الفرنسية، الذى بهرته الأكاديمية العسكرية المصرية، لما لمسه من نهضتها العلمية الكبرى، سواء فى المناهج، بشقيها النظرى، والعملى الذى يشمل التدريبات، وبعد الاطلاع على معاملها وبرامجها دعا الفريق أشرف لزيارة الكلية الفرنسية، إلا أنه أضاف بألا يتوقع نفس مستوى التقدم فى فرنسا، خاصة فى معامل العلوم المدنية، التى أقر بأنها ركيزة التطور الحالى لمختلف جيوش العالم.
وبعد انتهاء لقائى طلاب الكلية الحربية والدفاع الجوى، كان من دواعى سرورى، وفخرى، ما لمسته من إدراكهم وإلمامهم بمفاهيم الأمن القومى المصرى، وكذلك استيعابهم ووعيهم بالأخطار المحيطة بمصر، حاليا، وما تفرضه من تحديات، لابد من التعامل معها بدقة. ولمست شعور الانتماء، الذى كان وما زال السمة المُميزة للجيش المصرى، ومضرب المثل بين مختلف جيوش العالم. وغادرت الأكاديمية العسكرية المصرية، أو كما نُطلق عليها «مصنع الرجال»، وأنا مطمئن على مستقبل مصر، بعد رؤية هذا التطور العلمى، بأنها ستبقى فى أيدى أبنائها الأمينة، من قادة اليوم، وضباط المستقبل، الذين يتم تدريبهم، حاليا، على أعلى مستوى من الحرفية العسكرية، ليستكملوا مسيرة حماية أرضها وأمنها وسلامتها واستقرارها ووحدتها وسيادتها
Email: sfarag.media@outlook.com
|