العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وهكذا عادت القوات المسلحة السودانية إلى حضن الوطن الأم مصر، وعادت مصر بقواتها المسلحة لتدعم القوات السودانية، بهدف تحقيق الأمن القومي لكلا الدولتين الشقيقتين … فمن كل قلبي أقول بملأ فمي مرحباً بعودة السودان.

مرحباً بعودة السودان
 

لواء د. سمير فرج

 5 ديسمبر 2020


منذ نعومة أظافرنا، ونحن نعلم، يقيناً، أن مصر والسودان بلد واحد، يجمعنا نهر النيل شريان الحياة للشعبين، ولازالت أغنية الفنانة القديرة ليلى مراد “عاشت مصر حرة والسودان” عالقة في ذهني منذ الطفولة، ومازلت أذكر صورة الملك فاروق، ملك مصر والسودان، التي كان يضعها والدي، رحمه الله، فوق المدفأة، ومازلت أذكر، وأنا ضابط صغير السن، تلك الكتيبة السودانية، التي كانت تشارك قواتنا المسلحة المصرية، خلال حرب الاستنزاف، في منطقة البحيرات على قناة السويس. إلى أن صعد البشير إلى الحكم، لمدة ثلاثين عاماً، أساء فيها هذا الرجل للعلاقات بين الدولتين، إلى أن تمت إزاحته بعد ثورة الشعب السوداني، لتعود العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ما كانت عليه، وعادت مياه نهر النيل تفيض بالحب والعطاء بين الشعبين المصري والسوداني.

ومن الناحية العسكرية كانت زيارة رئيس الأركان المصري الفريق محمد فريد إلى السودان بداية للتقارب العسكري، الذي كنا نحلم به من زمن، حيث تم الاتفاق على تنفيذ العديد من الأنشطة التدريبية للقوات المسلحة للبلدين، والتعاون في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفني والصناعات العسكرية. فأنا أعلم تمام العلم أن القوات المسلحة السودانية تحتاج إلى هذا الدعم حالياً، في حين تحتاج مصر للتعاون مع القوات السودانية، التي تمثل عمقاً استراتيجياً لمصر من اتجاه الجنوب. جدير بالذكر أن هذه الزيارة جاءت بعد زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وتأكيده على عودة العلاقات السياسية بين الدولتين إلى سابق عهدها.

ولأن هذه الزيارات ليست من باب المجاملة، فلم يمض أسبوع واحد حتى وصل قائد قوات الدفاع الجوي السوداني إلى مصر، الفريق الركن عبد الخير عبد الله ناصر، على رأس وفد رفيع المستوى لزيارة قوات الدفاع الجوي المصرية، وتنفيذ إجراءات التعاون والدعم بين القوتين. وفي نفس الأسبوع نفذت القوات المسلحة المصرية والسودانية التدريب المشترك “نسور النيل 1” في قاعدة مروي الجوية في السودان، ذلك التدريب الذي تشترك فيه، لأول مرة، عناصر من القوات الجوية المصرية، وعناصر من الصاعقة، حيث تم تنفيذ التدريب المشترك بين القوات المصرية والسودانية، التي كان من أهمها قيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بتنفيذ عدد من الطلقات الجوية الهجومية والدفاعية وتدريب قوات الصاعقة على أعمال البحث والإنقاذ القتالي.

وهكذا عادت القوات المسلحة السودانية إلى حضن الوطن الأم مصر، وعادت مصر بقواتها المسلحة لتدعم القوات السودانية، بهدف تحقيق الأمن القومي لكلا الدولتين الشقيقتين … فمن كل قلبي أقول بملأ فمي مرحباً بعودة السودان.



Email: sfarag.media@outlook.com