العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

ورغم ما تنفقه الولايات المتحدة من مليارات فى الدفاع السيبراني، إلا أنه لم يمنع وقوع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلارى كلينتون، ضحية لهذه القرصنة الإلكترونية عام 2016.

الفضاء السيبرانى يعود للأضواء من جديد
 

لواء د. سمير فرج

 21 اغسطس 2021


صار العالم متعرفاً على مصطلح «الفضاء السيبراني»، بعدما صار جزءاً من حياتنا اليومية، ونسمعه، على الأقل، مرة، يومياً، فى نشرات الأخبار فى العالم. كذلك ظهرت أهميته مع وجود الإنترنت، مركز تجمع كل البيانات والأرقام.

حيث تشير الإحصاءات إلى وجود نحو 26٫6 بليون جهاز، على مستوى العالم، متصل بالإنترنت، فأصبح لزاماً تأمين هذه المعلومات التى يتم تداولها، وهنا ظهر مصطلح «الأمن السيبراني» أو «الأمن الإلكترونى»، حيث ظهرت خطط لحماية وتأمين الشبكات والبرامج والبيانات، أطلق عليها «الحماية السيبرانية».

لقد أصبحنا، فى عالمنا المعاصر، نعتمد على التكنولوجيا، فى حياتنا اليومية، وكل معاملاتنا، من خلال الإنترنت والفضاء السيبراني، ومع ظهور المواقع، والأفراد، المعنيين بسرقة البيانات من المؤسسات العالمية، والأفراد من المشاهير، أو السياسيين، بهدف استغلال تلك البيانات ضدهم، مستغلين فى ذلك خاصية الواى فاي، والاتصال اللاسلكي، الذى يسهل مهمتهم فى قرصنة البيانات، من خلال اختراق جميع الأجهزة المتصلة به، سواء فى المنزل أو المؤسسات المختلفة، ورغم وجود برامج الحماية إلا أنها لم تتمكن من حماية جميع الأجهزة والبرمجيات والأنظمة والتى لا تعرف أساساً من صمم هذه البرامج.

وفى الفترة السابقة أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تعرضها لهجمات إلكترونية وقرصنة معلوماتية من خلال برنامج لإدارة الشبكات، من إنتاج شركة سولار ويندوز الأمريكية، حيث استهدفت مؤسسات حساسة أمريكية، منها المكتب الذى يدير الأسلحة النووية الأمريكية. ورغم طمأنة الحكومة الأمريكية بعدم تعرض أمن الترسانة النووية للخطر، إلا أنه قد حدث بالفعل، ولقد صرح وزير الخارجية الأمريكي، آنذاك، بأن روسيا تقف وراء هذه الاختراقات، التى تتعرض لها الشركات والمؤسسات الأمريكية.

وعلى اتجاه آخر أعلنت شركة الأمن السيبرانى أنها استطاعت تحديد الاختراق الواسع لوكالات حكومية أمريكية والتى بلغ عددها خمسين مؤسسة. ومن هذا المنطلق تعهد الرئيس جو بايدن بأنه سيضع الأمن السيبرانى على رأس أولوياته، وأعلن بوضوح أن أمريكا ستعمل على تعطيل قدرات روسيا، وردعها، عن شن هجمات إلكترونية عليها، وأعلنت وسائل الإعلام الأمريكية أن استخدام القرصنة الإلكترونية، على نطاق واسع مؤخراً، يرجع لرخص تكلفة السلاح السيبراني، مع إمكانية التنصل من التورط فى استخدامه، ورغم ما تنفقه الولايات المتحدة من مليارات فى الدفاع السيبراني، إلا أنه لم يمنع وقوع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلارى كلينتون، ضحية لهذه القرصنة الإلكترونية عام 2016. على أية حال، فإن الفضاء السيبرانى سيصبح، فى الفترة القادمة، ميدان الحرب الجديد بين أطراف القوى العظمى العالمية.



Email: sfarag.media@outlook.com