العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

يقع المخيم فى محافظة الحسكة، شمال سوريا، بالقرب من حدودها مع العراق.

مخيم الهول
 

لواء د. سمير فرج

 26 فبراير 2022


ربما لا يعلم الكثيرون عن هذا المخيم شيئاً، رغم كونه بمثابة قنبلة موقوتة، فى قلب الشرق الأوسط، يخشى الجميع الاقتراب منه أو الإسهام فى حل مشكلته! يقع المخيم فى محافظة الحسكة، شمال سوريا، بالقرب من حدودها مع العراق، وكان في الأصل معسكراً لإيواء اللاجئين العراقيين فى عام 1991، أثناء حرب الخليج. ثم أُيد فتحه عام 2003، عقب غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، ليجمع، اليوم، مشردى الأراضي التي احتلتها داعش.

يسيطر على المخيم 400 عنصر من قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، وبلغ عدد اللاجئين إليه، في إبريل 2019، 74 ألف لاجئ، بينهم عشرون ألف امرأة، و50 ألف طفل، من عائلات مقاتلى داعش، فأُطلق عليه ملاذ الفارين من تنظيم داعش. معظم السيدات هن أرامل، من جنسيات أجنبية، فقدن أزواجهن الداعشيين، في القتال، فجئن بأبنائهن لذلك المعسكر، وبدأت المشكلة برفض معظم الدول الأجنبية، خاصة أمريكا وأوروبا عودة هؤلاء الأرامل إلى دولهن الأصلية، خاصة بعدما أعلن الرئيس الأمريكى السابق، ترامب، أن المرأة الأمريكية التى التحقت بتنظيم داعش، لن يسمح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة. وكانت العراق أول من سمح بعودة 200 عائلة من النساء والأطفال إلى العراق.

يعتبر المخيم، حالياً، حياً للدواعش، بما يشمله من الدواعش، الأجانب، من مختلف الجنسيات، والذين يُقدر عدد أطفالهم بنحو 10 آلاف طفل، ليصبح الحاضنة المثالية، ونواة إعادة تشكيل تنظيم داعش، خاصة وأن هؤلاء الأطفال منقطعون عن الدراسة، ويخضعون لتعاليم داعش المسيطرة على المخيم. كما يجهل هؤلاء الأطفال هوية آبائهم، ولازالت بعض أمهاتهم، الأرامل، يعتنقن الفكر الداعشي، وهو ما سيؤدى إلى النتيجة الطبيعية، والمنطقية، بأن سيصبح الأبناء نتاجاً جديداً للفكر الداعشى، وقوام التنظيم القادم.

أما الأغلبية العظمى من نساء المخيم، المقُدرة بنحو 70%، ممن تبن عن الفكر الداعشي، بعد مقتل أزواجهن، فتكمن مشكلتهن فى رفض دولهن عودتهن إليها، اللهم إلا القليل، مثل ألمانيا والدنمارك، اللتين سمحتا بعودة 11 امرأة و37 طفلاً، أو فرنسا التى أعلنت استعدادها لاستقبال الأطفال، فقط، دون الأمهات، مما أثار جدلاً واسعاً فى المجتمع الدولي، عن حقها فى حرمان الأطفال من أمهاتهم.

وهكذا يظل هذا المعسكر كقنبلة موقوتة، شديدة الانفجار، وواسعة المدى، يتعين على الجميع البحث له عن حل، وعدم غض البصر عنه، لحين تفاقم وضعه أكثر مما هو عليه ... وهو الدور الذى أظنه يتعين على الأمم المتحدة أن تقوده.



Email: sfarag.media@outlook.com