العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

أعقب تلك المعركة العسكرية سلسلة من المعارك السياسية والدبلوماسية، فكانت المعركة الثانية بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، فى توقيع اتفاقية السلام بكامب ديفيد، والتى استطاع بها تحرير باقى سيناء.

25 أبريل ... المعركة الثانية لتحرير سيناء

 

لواء د. سمير فرج

 30 إبريل 2022


احتفلت مصر، يوم الإثنين، بأجمل ذكرى مصرية، وهى الانتصار فى المعركة الثانية، السياسية هذه المرة، لتحرير سيناء ورفع العلم المصرى فوق مدينة العريش، بعدما كانت مصر قد فقدت سيناء بعد هزيمة 67، واحتلها الجيش الإسرائيلى سيناء بالكامل. فشنت مصر معركة التحرير، الأولى، لاستعادة سيناء، يوم السادس من أكتوبر 1973، العاشر من رمضان 1393، حينما هاجم الحيش المصرى القوات الإسرائيلية، ودمر خط بارليف، وألحق بالعدو خسائر كبيرة، وحرر جزءا من سيناء.

أعقب تلك المعركة العسكرية سلسلة من المعارك السياسية والدبلوماسية، فكانت المعركة الثانية بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، فى توقيع اتفاقية السلام بكامب ديفيد، والتى استطاع بها تحرير باقى سيناء، وتم إجلاء القوات الإسرائيلية منها، ورُفع العلم المصرى فوق مدينة العريش يوم 26 مايو عام 1979، وفى يوم 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصرى على مدينة رفح وأُعلن اليوم عيداً قومياً مصرياً فى ذكرى تحرير كل شبر من سيناء، فيما عدا طابا . وهو ما كان فتيل المعركة الثالثة، عندما افتعلت إسرائيل مشكلة، خلال مفاوضات انسحابها، بشأن العلامة 91، على خط الحدود، لتدعى أن طابا أرض إسرائيلية، فدخلت مصر معركة، أخرى، فى التحكيم الدولى لمدة سبع سنوات، حشدت فيها العظماء من رجال مصر القانونيين، وتعقبت اللجنة المعنية خرائط الامبراطورية العثمانية المحفوظة فى إسطنبول، وحصلت منها على نسخ تؤكد أن طابا مصرية، كذلك أحضرت خرائط من بريطانيا تفيد بأن طابا مصرية، حتى أصدرت المحكمة الدولية حكمها بأحقية مصر فى أرض طابا، ورفعنا العلم فوقها يوم 19 مارس 1989.

ودارت المعركة الرابعة، حديثاً، بعد عقود من توقيع اتفاقية السلام، التى قسمت سيناء لثلاث مناطق؛ أ، ب،ج، ونصت الاتفاقية على تواجد قوات عسكرية مصرية فى المنطقة «أ»، ويقتصر التواجد فى المنطقة «ب» على قوات حرس الحدود والأمن المركزي، بينما لا تتواجد أى قوات عسكرية فى المنطقة «ج»، إلا بالتنسيق بين الجانبين المصرى والإسرائيلي. ولما انزعج الكثيرون من ذلك البند، عند توقيع الاتفاقية، صرح الرئيس السادات، بأنه سيأتي، من بعده، من يُعّدل هذه الاتفاقية، وهو ما نجح فيه الرئيس السيسي، فى سبتمبر الماضي، بعد لقاء الرئيس الإسرائيلى فى شرم الشيخ، وتم تعديل الاتفاقية الأمنية، بتواجد القوات العسكرية المصرية فى المنطقة «ج»، لتبسط القوات المسلحة المصرية سيطرتها على كامل الحدود، وهو ما يدعو لفخر مصر وشعبها.



Email: sfarag.media@outlook.com