العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

يبلغ طول ذلك الصاروخ نحو 35 مترا، وقطره 3 أمتار، مع تميزه بمرونة الحركة، وقدرته الفائقة على اتخاذ مسارات شبه دائرية، كما يتميز بقدرته على تفادى شبكات الرادار، وبالتالى الإفلات من معظم أنظمة الدفاع الجوى المعروفة.

السرمات 2 .. الشيطان الثانى
 

لواء د. سمير فرج

 9 يوليو 2022


وسط مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، ظهر الرئيس الروسي، بوتين، يوم الثلاثاء 21 يونيو، ليعلن نبأ تصنيع روسيا للصاروخ الجديد «سرمات 2»، أو ما يطلق عليه اسم «الشيطان الثاني»، ومصرحاً بأن هذا الصاروخ سيدخل الخدمة فى الخريف القادم، واسمه العلمى «اراس 28 سارمات».

كانت روسيا قد دخلت الحرب مع أوكرانيا، بفكر جديد، يختلف عما هو متبع أو متعارف عليه، إذ اعتمدت، فى البداية، على الضربات الصاروخية، ضد الأهداف الأوكرانية العسكرية الرئيسية، بدلاً من أسلوب الضربات الجوية، الذى يستخدم فى مثل تلك الحالات. ويرجع ذلك التغيير التكتيكي، بالأساس، إلى أسباب اقتصادية، حيث تعتمد الضربات الجوية على استخدام الطائرات المقاتلة، مثل الطائرة 16، التى يتخطى سعرها، اليوم، 100 مليون دولار، ويمثل سقوط أى منها خسارة مالية كبيرة، تضاف إلى الخسائر فى أرواح الطيارين، على عكس الصاروخ الذى يتكلف بضعة آلاف من الدولارات، فقط.

لذلك اتجهت روسيا إلى تطوير أنظمة الصواريخ الخاصة بها، ومنها «سرمات 2»، الذى يعتبر الأبعد مدى، بين فئة الصواريخ العابرة للقارات، بقدرته على ضرب أهداف تبعد لأكثر من 11 ألف ميل، أى يمكنه الوصول إلى قلب أوروبا من منصة إطلاقه فى روسيا، فضلاً عن قدرته على حمل 10 رؤوس نووية، أى 2000 ضعف قنبلة هيروشيما النووية.

وبحسب وصف صحيفة التلجراف البريطانية، لذلك الصاروخ، المنتمى للجيل الخامس، فإن واحداً منه، فقط، يمكنه تدمير دولة كاملة بحجم بريطانيا أو فرنسا! يبلغ طول ذلك الصاروخ نحو 35 مترا، وقطره 3 أمتار، مع تميزه بمرونة الحركة، وقدرته الفائقة على اتخاذ مسارات شبه دائرية، كما يتميز بقدرته على تفادى شبكات الرادار، وبالتالى الإفلات من معظم أنظمة الدفاع الجوى المعروفة.

وطبقاً لتحليلات الخبراء، فإن إعلان الرئيس بوتين، بنفسه، عن إنتاج الصاروخ الجديد، كان بمثابة رسالة ردع للولايات المتحدة الأمريكية، ودول حلف الناتو، عن مجرد التفكير فى القيام بأى عمل عسكري، ضد روسيا، فى أوكرانيا، أو حتى تدعيم الجيش الأوكرانى بأسلحة هجومية، إذا سيكون الرد العسكرى الروسى قوياً ومؤثراً ومدمراً، خاصة أن العالم قد شهد نتائج ما قامت به روسيا، خلال العقدين الماضيين، من تطوير قواتها الصاروخية، بإنتاج صواريخ كينجال وإسكندر، من طراز الصواريخ كروز، التى اعتمدت عليها بقوة فى عملياتها فى أوكرانيا.

واليوم، أظن هذا السلاح الجديد يضع الولايات المتحدة وحلف الأطلنطى أمام مشكلة معقدة ... فماذا سيفعل الجميع أمام ذلك الشيطان الثاني؟



Email: sfarag.media@outlook.com