العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وبعد محاولة اغتيال ترامب، مؤخراً، انهالت الانتقادات على جهاز الحرس الرئاسى أو الخدمة السرية الأمريكية.
|
الحرس الرئاسى فى أمريكا وحماية ترامب
لواء د. سمير فرج
|
3 أغسطس 2024
|
بعد محاولة الاغتيال التى تعرض لها الرئيس الأمريكى السابق، والمرشح الحالى، دونالد ترامب، أثناء مؤتمره الانتخابى فى ولاية بنسلفانيا، ثار الحديث عن جهاز الحرس الرئاسى، أو ما يعرف باسم الخدمة السرية، أو Secret Service، المكلف بحماية ترامب.
يعد هذا الجهاز، أحد أقدم الأجهزة الأمنية، فى الولايات المتحدة الأمريكية، والذى تأسس فى عام 1865، وكانت مهمته، فى البداية، مكافحة تزوير العملة الأمريكية، قبل أن يُكلف، بعدها، بمهمة إضافية، وهى توفير الحماية اللازمة للرؤساء الأمريكيين، ونوابهم وعائلاتهم، وأفراد البعثات الدبلوماسية، والضباط والزوار الأجانب رفيعى المستوى. وطبقاً للمعلومات المتوفرة، يضم الجهاز، حالياً، أكثر من 7000 فرد، وله 150 مكتبًا داخل أمريكا وخارجها.
ومن أبرز الحوادث فى تاريخ الخدمة السرية الأمريكية، محاولة اغتيال الرئيس رونالد ريجان عام 1981، وقبلها حادث اغتيال الرئيس الأمريكى جون كينيدى عام 1963، التى كانت سبباً فى مد نطاق مهام الجهاز لتشمل حماية شخصيات أخرى، مثل أرملة الرئيس، وأولاده طوال الحياة، وهو ما ينطبق على كافة الرؤساء السابقين وعائلاتهم فى أمريكا. ونتيجة لتوسع سلطاته، فقد تعرض الجهاز إلى هزات عنيفة، من ضمنها فضيحة مالية، استقال على إثرها، حينئذ، مدير الجهاز، مارك سوليفان.
وبعد محاولة اغتيال ترامب، مؤخراً، انهالت الانتقادات على جهاز الحرس الرئاسى أو الخدمة السرية الأمريكية، وقد شملت الانتقادات عدم استطلاع الجهاز للمنطقة التى جرى فيها الاحتفال باحترافية، إذ ترك ذلك المبنى الذى استخدمه منفذ العملية، دون تأمين، كما سمح بوجود فراغ بصرى، حول الرئيس الأسبق ترامب، دون تغطيته. وقد أجمع المحللون على أن الجهاز لم يبذل الجهد الكافى لتأمين الرئيس الأسبق، وأن العملية تمت بصورة روتينية. مما دفع مديرته كامبرلى شيفل شتل، فى حوارها مع شبكة IBC News، لإعلان مسئوليتها عن فشل الجهاز فى منع الهجوم على الرئيس ترامب، أثناء حضوره احتفالية التجمع الانتخابى، والتقدم باستقالتها على إثر ذلك الفشل. ويبدو أن تلك الحادثة ستكون سبباً فى فرض تطوير كبير على أسلوب عمل الجهاز، ومجالاته، والذى بدأت بوادره من خلال قيام البيت الأبيض، حالياً، ببحث تخصيص اعتماد مالى كبير، لتوفير أحدث المعدات، والأجهزة الحديثة، اللازمة لقيامه بمهامه. ومن المؤكد أن نهضة، وتطوير، ذلك الجهاز، لن تطول لمدة طويلة، فى ضوء اقتراب مرور أمريكا، فى الفترة القادمة، بمرحلة الانتخابات الرئاسية، التى ستتم فى الخامس من نوفمبر القادم.
Email: sfarag.media@outlook.com
|