العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
واليوم أعرض، لحضراتكم، أهم ملحمة في تطوير المناطق الأثرية، في الأقصر، وهو إعادة فتح طريق الكباش، ضمن خطة تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح، في العالم.
|
تحويل الأقصر إلى متحف مفتوح… فتح طريق الكباش
لواء د. سمير فرج
|
18 نوفمبر 2021
|
تناولت في مقالي، في الأسبوع الماضي، وصولي إلى الأقصر، محافظاً لها، وبداية العمل في إعداد خطة تطويرها حتى عام 2030، والتي اعتمدت على محاور ثلاث رئيسية؛ أولها محور المشروعات الخدمية للمواطن، والمحور الثاني النهوض بالسياحة، والمحور الثالث تطوير المناطق الأثرية، وعرضت قصة نجاح تطوير ساحة الكرنك، أكبر آثار العالم، رغم الصعوبات التي واجهتها، حتى فازت عملية تطوير ساحة الكرنك بجائزة اليونسكو، وتسلمت الجائزة في المؤتمر السنوي لليونسكو، الذي عقد، حينها، في البرازيل.
واليوم أعرض، لحضراتكم، أهم ملحمة في تطوير المناطق الأثرية، في الأقصر، وهو إعادة فتح طريق الكباش، ضمن خطة تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح، في العالم. تلك الملحمة التي بدأت في الأسبوع الأول لتولي منصبي، بزيارة من الأثري الدكتور منصور بوريك، رئيس منطقة آثار الأقصر، حدثني خلالها عن حلمه في إعادة فتح طريق الكباش، ذلك الرجل الذي لعب دوراً بارزاً في تلك الملحمة، لنصل إلى ما نحن فيه اليوم.
إستحالة نقل العشوائيات
وإيماناً بضرورة تحويل ذلك الحلم إلى حقيقة، عقدت اجتماعاً، على الفور، مع سيادته والسيد الدكتور أيمن عاشور، استشاري الأقصر، حينها، لوضع خطة لإعادة فتح طريق الكباش، اعتمدت على تقسيم الطريق إلى خمسة قطاعات؛ القطاع الأول بطول 500 متر يبدأ من معبد الأقصر، تعلوه مبان قسم شرطة الأقصر، وثلاث مساجد وكنيسة، ومبنى لشركة بنزايون، فضلاً عن عدد من البازارات العشوائية. أما القطاع الثاني، بطول 950 متر، فعليه مسجد، ومبان سكنية بارتفاع 3 أدوار بإجمالي 350 شقة وعشة.
وقد رأى الجميع استحالة إزالة العشوائيات والإشغالات في تلك القطاعات، وبفرض نجاح عملية الإزالة، استبعد الكثيرون، من غير ذوي الاختصاص، وجود كباش أسفل تلك المبان، وقيل لي “معقول عمارات 3 أدوار هتلاقي تحتها كباش”. أما القطاعين الثالث والرابع فكانا عبارة عن زراعات برسيم وخضراوات خلف مكتبة الأقصر، بينما كان القطاع الخامس عبارة عن “نجع أبو عصبة”، السكني.
العرض علي مجلس الوزراء
عرضت فكرة إعادة فتح طريق الكباش على اللجنة الوزارية لتطوير الأقصر، برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حينها، وبعضوية عدد من الوزراء، منهم وزير الثقافة فاروق حسني، والسيدة فايزة أبو النجا وزير التعاون الدولي، ووزير السياحة أحمد المغربي، ومساعد وزير الداخلية، ووافقت اللجنة بالإجماع على المشروع، رغم توقعاتها بصعوبات تنفيذه، لما يتطلبه من نقل السكان، وهدم دور العبادة، فضلاً عن معضلة التمويل، التي تصدت لها الوزيرة الفاضلة فايزة أبو النجا، بوعد للحصول على التمويل اللازم، لتبدأ أهم عملية في تاريخ أثار مصر، بعد نقل معبد أبو سمبل، وهي “فتح طريق الكباش”.
واستغرق تطوير القطاع الأول نحو عام كامل تمت خلاله عمليات الإزالة، والإحلال ببناء قسم جديد للشرطة، وثلاثة مساجد، جديدة، على أحدث طراز عمراني، وكنيسة جديدة، بعد إقناع رجال الكنيسة الإنجيلية ببناء كنيسة جديدة لهم خارج المنطقة الأثرية. خلال ذلك العام، زار السيد بندارين، رئيس التراث في منظمة اليونسكو، المنطقة ثلاث مرات، لم يكن يصدق في كل مرة منهم، حجم الإنجاز الذي نصل له.
Email: sfarag.media@outlook.com
|