العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وقبل وصول السفير اليابانى للقائى، كنت قد وضعت خطوطاً لإشراك الجامعة اليابانية، هذه المرة، فى خطة تطوير الأقصر.
|
حكاية مركز الإرشاد السياحى بالأقصر
لواء د. سمير فرج
|
11 إبريل 2025
|
بعد شهر من وصولى إلى الأقصر، كأول محافظ لها، حضر السفير اليابانى للقاهرة لمقابلتى، فسعدت بالأمر، لما يجمعنى باليابان من علاقات طيبة، منذ أن كنت رئيساً لدار الأوبرا المصرية، قبل تولى مسئولية الأقصر، عندما نجحت فى إحدى زيارتى لليابان، من إقناع مسئولى الجامعة اليابانية بتطوير أجهزة الإضاءة فى دار الأوبرا، باعتبار اليابان هى الدولة التى مولت وأشرفت على بناء دار الأوبرا المصرية، وبالفعل، ساهمت هذه الجهود فى تطوير كل أنظمة الإضاءة والصوت فى الأوبرا.
وقبل وصول السفير اليابانى للقائى، كنت قد وضعت خطوطاً لإشراك الجامعة اليابانية، هذه المرة، فى خطة تطوير الأقصر، إلا أن السفير فاجأنى بطلب صعب؛ فقد أرادت اليابان إقامة نصب تذكارى لشهداء العملية الإرهابية، التى وقعت فى معبد الدير البحرى بالبر الغربى، فى 17 نوفمبر 1997، وراح ضحيتها عشرة يابانيين، من بين 58 سائحاً، كان من بينهم 6 سويسريين، و٥ إنجليز، و٣ ألمان، وعدد آخر من جنسيات مختلفة، ونفذ تلك العملية الغادرة 6 من عناصر الجماعة الإسلامية، وقد قُتلوا جميعاً.
وأكد السفير اليابانى عن استعداد أهالى الضحايا اليابانيين، لتحمل تكاليف إقامة النصب التذكارى فى مكان الحادث، مضيفاً أنه عرض نفس الطلب على كل رؤساء مدينة الأقصر، الذين تعاقبوا على المنصب، منذ وقوع الحادث، إلا أنه لم يُنفذ حتى ذلك الوقت. فاقترحت على السفير، بدلاً من إقامة نصب تذكارى يُذكر السائحين بالحادث الإرهابى، أن يتم إنشاء مركز خدمى، يحمل اسماء الضحايا، ويقدم الخدمات لأهالى المنطقة. ففوجئ السفير بالمقترح، وطلب منى مهلة لحين عرضه على حكومة بلاده لدراسته. وبعد أسبوع، جاءت الموافقة من الحكومة اليابانية على إقامة مركز إرشاد سياحى فى المنطقة، يقدم خدمات سياحية للقادمين، ويوفر فرص عمل لأبناء المنطقة، مع وضع أسماء الضحايا على مدخله.
وهنا واجهت العقبة الثانية، عندما اقترحت اليابان إقامة المركز على الطراز اليابانى، وهو ما رفضته، رفضاً قاطعاً، للحفاظ على الهوية الفرعونية للمنطقة. وبعد جهد كبير، تمت الموافقة على أن يكون التصميم متماشياً مع الطراز الفرعونى للأقصر، وهو ما تم تنفيذه، بالفعل، مع تزويد المركز بأحدث الأنظمة، وأجهزة الاتصالات، والحواسب الآلية، التى ساعدت فى تنظيم زيارة المناطق السياحية، مما جعل منه إضافة حقيقية للبنية التحتية السياحية فى الأقصر.
وعند افتتاح المركز، حضرت أسر الضحايا، من اليابان، للمشاركة فى الاحتفال، وتم تكريمهم بشكل خاص. وكان التأثير الإيجابى لهذا الحل واضحاً، حيث غادروا مصر وهم يشعرون بالسعادة والامتنان. وهكذا انتهت بطريقة تحقق الفائدة للجميع
Email: sfarag.media@outlook.com
|