العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
فقد أرسى سيادته قواعد تمكينهم من خلال حزم الإجراءات والبرامج، التى وضعها لدمجهم فى جميع مشروعات الدولة
|
يوم عظيم فى تاريخ مصر
لواء د. سمير فرج
|
11 ديسمبر 2021
|
كان احتفال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بأصحاب الهمم، الأسبوع الماضي، والذى كان أطول احتفال يشهده سيادته منذ توليه حكم البلاد، يوما عظيما من وجهة نظرى فى تاريخ مصر، لما قدمه من رسالة، واضحة، بأن أصحاب الهمم جزء من نسيج هذه الأمة، لا يجب إغفاله أو تهميشه. فقد أرسى سيادته قواعد تمكينهم من خلال حزم الإجراءات والبرامج، التى وضعها لدمجهم فى جميع مشروعات الدولة، كجزء من استراتيجية الارتقاء بحياة المواطن المصرى بصفة عامة. وأثناء الاحتفال، شعرت، والله، بالفخر والعزة، لرقى تعامل سيادته مع هذه الفئة من أبناء الشعب المصري، والتجاوب معهم، والاستجابة لمتطلباتهم، بحنان الأب، ومسئولية القائد، ليكون قدوة لعموم المصريين.
وتذكرت السنوات السبع التى قضيتها فى الأقصر، محافظاً لها، والتى كنت أحرص خلالها، فى الاحتفال بأعياد الفطر المبارك والأضحى وعيد الإخوة الأقباط فى 7 يناير، على زيارة كل الجمعيات الخيرية، بالمحافظة، مع التركيز على تلك المعنية برعاية أبنائنا من ذوى الهمم، فكنت أقابل نماذج فريدة من الأمهات المصريات، العظيمات، اللائى لا يحملن على عاتقهن مسئوليات الأمومة الجسيمة، فحسب، وإنما يحملن، بحب وحنان، مسئوليات إضافية نحو أبنائهن من ذوى الاحتياجات الخاصة
وخلال تلك الفترة، أوليت اهتماماً، خاصاً، للثلاث مدارس المخصصة لهم فى الأقصر، وهى مدرسة الصم والبكم، ومدرسة المكفوفين، ومدرسة التأهيل الفكري، ويشهد الله أننى بذلت قصارى جهدى فى توفير جميع الإمكانات لهم، وحضور جميع أنشطتهم، لمشاركتهم، ومشاركة ذويهم، فرحة النجاح، ولا أتذكر أن رفضت، يوماً، طلبا لأى مدرسة منها، لأننى كنت أشعر بمعاناة هذه الفئة من المجتمع
واليوم، بعدما وضع السيد الرئيس استراتيجية الدمج والتمكين، يبقى الدور على مؤسسات الدولة، والقطاع الخاص، وأفراد الشعب، فى التنفيذ، بعدم التمييز ضدهم، وتخصيص جزء من الوظائف لهم، مع إتاحة التسهيلات اللازمة لحركتهم، مع ضرورة دمجهم فى الأنشطة الرياضية والثقافية، لنتفادى ما سمعناه، يوماً، فى حديث تليفزيوني، للفنان المبدع عمرو سليم، صاحب السجل الحافل من الأعمال الموسيقية الراقية، بأنه حُرم من الالتحاق بمعهد الموسيقى العربية لأنه كفيف!
أتمنى أن يكون لقاء السيد الرئيس بأصحاب الهمم، بداية لانطلاق فكر جديد، على مستوى المؤسسات والأفراد، لإدراك أهمية دمج جميع الفئات المهمشة، لما لذلك من أهمية قصوى فى الترابط المجتمعي، أولاً، فضلاً عما يضيفه لرصيد مصر الدولى كبلد متحضر يراعى الجوانب الإنسانية للمواطن .
Email: sfarag.media@outlook.com
|