العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
إلا أن عالمنا الحديث، غيّر الكثير من تلك المظاهر، للأسوأ، فى رأيي، ورأى الكثيرين مثلي.
|
رمضان والأسرة المصرية
لواء د. سمير فرج
|
2 إبريل 2022
|
لا ينكر أحد، فى مصر، أو فى العالم العربى كله، أن شهر رمضان، المعظم، له مذاق مختلف ومميز فى مصر، بفضل العادات والتقاليد التى عشنا عليها منذ قديم الأزل، بل حتى داخل مصر فإن تلك العادات والتقاليد، تختلف من مدينة إلى أخرى، وكلها تأتى فى إطار تقاليد الشعب المصرى التى توارثتها الأجيال عبر التاريخ، وأهم ما يميزها هو شكل وأسلوب احتفالات هذا الشهر الكريم داخل الأسرة المصرية، سواء بموائد الرحمن، التى تبرز صور التكافل الاجتماعى فى مصر، أو فى الاجتماع على ولائم الإفطار، يومياً، فى منزل أسرة من الأسر، تبدع خلاله كل أسرة فى تقديم أطباقها المميزة من الطعام، والتى تطورت لتصبح ولائم السحور، بدعوة من الأهل والأصدقاء، لضمان قضاء أطول فترة ممكنة فى ذلك التجمع، الذى يبدأ من بعد صلاة التراويح، وهو ما توقف، لحد كبير، جراء جائحة كورونا، التى أصابت العالم، ونحن منهم، فى العامين الماضيين.
إلا أن عالمنا الحديث، غيّر الكثير من تلك المظاهر، للأسوأ، فى رأيي، ورأى الكثيرين مثلي، فاختفت العادات البسيطة، التى تميزنا، والتى طالما أدخلت البهجة على قلوبنا، ولم تعد الأجيال الجديدة على علم حتى بمعانيها، فمن منهم يعرف «المسحراتي»، الذى اقتصر ظهوره على التليفزيون، فى الأفلام السينمائية القديمة؟ كما اختفى احتفال الأطفال، بالمرور على المنازل، حاملين الفوانيس، ومرددين أغنية «حالو يا حالو» الشهيرة، فيما يشبه ما صاروا يحتفلون به من أعياد غربية، ليست أصيلة فى مجتمعاتنا. ومن منا لايزال يستمتع بالمذاق الخاص للحلوى المصنوعة فى المنزل، بعدما صارت العائلات تعتمد على شراء الحلويات الجاهزة؟ ومن منا يرى، اليوم، الشوارع وقد تزينت، بالزينة البسيطة، اللهم فى بعض المحافظات، أو فى أحياء القاهرة القديمة فى القاهرة، رغم احتفائنا بحرص الدول الغربية على إقامة زينات أعياد الميلاد؟
وحتى الأعمال الإذاعية والتليفزيونية، لم تسلم من التغيير، وبعدما كانت البرامج الخفيفة هى سمة أعمال شهر رمضان، وكانت الفوازير تتربع على عرشها، التى بدأتها الراحلة آمال فهمى فى الإذاعة، ثم انتقلت للتليفزيون من فوازير نيللى إلى شريهان إلى الراحل سمير غانم، وغيرهم، مع وجود عمل درامى واحد أو اثنين، يجتمع حوله جميع أفراد الأسرة، صارت الأعمال الدرامية تتسابق للعرض فى هذا الشهر الكريم، حتى زادت عن العدد الممكن متابعته.
ومع ذلك تظل صلاة التراويح من أجمل شعائر هذا الشهر الفضيل، ومعها صور التراحم والتكافل التى يقوم بها الأفراد أو الجمعيات الأهلية ... أعاده الله عليكم بالخير والبركات.
Email: sfarag.media@outlook.com
|