العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
ولما رفضت مصر هذا الإنذار، شنت فرنسا وبريطانيا غزوهما لمدينة بورسعيد يوم 31 أكتوبر، بضربات القوات الجوية.
|
أمس كان عيدك يا بورسعيد
لواء د. سمير فرج
|
24 ديسمبر 2022
|
احتفلت مدينتى الحبيبة بورسعيد، ومصر كلها أمس، بعيد النصر، الذى يعد واحداً من أغلى انتصارات الشعب المصري، فى العصر الحديث، يوم أن هزمنا بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل، فى عدوانهم الثلاثي، على مصر، الذى بدأ يوم 29 أكتوبر من عام 1956، وانتهى يوم 23 ديسمبر، من نفس العام، بانسحاب تلك القوات المعتدية، من بورسعيد.
كانت تلك الدول قد استهدفت من عدوانها على مصر، إسقاط الرئيس جمال عبد الناصر، انتقاماً منه، لإخراجه الإنجليز، من مصر، بعد 72 عاماً من الاحتلال، بتوقيعه لاتفاقية عام 1954، فضلاً عن دعمه لثورة الجزائر، فى ذلك الوقت، والتى أعقبها بالضربة القاصمة، المتمثلة فى قرار تأميم قناة السويس، فى يوليو 1956، بعد رفض البنك الدولى تمويل بناء السد العالي.
وحينها، قامت إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بالاجتماع، سراً، فى مدينة سيفر، بفرنسا، ووضعوا «الخطة قادش»، التى هدفت لاستعادة قناة السويس، التى أممها جمال عبد الناصر، وعودة القوات البريطانية إلى منطقة قناة السويس، وأن يوقف عبد الناصر دعمه لحركات التحرير. وكانت الخطة تقوم على استخدام إسرائيل، كوسيلة، للهجوم على سيناء، يوم 29 أكتوبر، وبالتالى تهديد قناة السويس، وهو ما يخلق ذريعة لكل من فرنسا وإنجلترا لتوجيه إنذار إلى مصر بالانسحاب لمسافة 10 كم، على أجناب القناة.
ولما رفضت مصر هذا الإنذار، شنت فرنسا وبريطانيا غزوهما لمدينة بورسعيد يوم 31 أكتوبر، بضربات القوات الجوية، ومدفعية الأسطول، مع إنزال قوات المظلات فى مطار الجميل فى بورسعيد، وتصدت لهم المقاومة الشعبية من أبناء بورسعيد، ونجحوا فى إبادة كامل الفوج الأول للمظليين البريطانيين. كما تكبدت الدولتان خسائر فادحة، ولم تتمكنا من التقدم لاحتلال باقى قناة السويس، وفقاً للخطة الموضوعة.
وأمام الإنذار السوفيتي، والأمريكى، وقرار مجلس الأمن بوقف القتال، انتصرت بورسعيد، ومعها شعب مصر العظيم، وانسحبت قوات العدوان، يوم 23 ديسمبر، محملة بخسائر مادية ومعنوية كبيرة، إذ لم تهدأ هجمات المقاومة الشعبية، والفدائيين، طوال فترة وجود القوات الأجنبية، فى بورسعيد وبورفؤاد، فعلى سبيل المثال، نجحت المقاومة الشعبية فى اختطاف الضابط الإنجليزي، مور هاوس، ابن عم ملكة بريطانيا، واغتيال ضابط المخابرات البريطانى ويليامز.
وذاقت القوات الغازية مرارة الهزيمة، وصُنفت معركة بورسعيد عالمياً، كمعركة ستالينجراد، فى الحرب العالمية الثانية، التى أصبحت مثلاً للمقاومة الشعبية، والصمود ضد القوات النظامية، عبر التاريخ. وهكذا سيظل «عيد النصر»، يوم 23 ديسمبر، من كل عام، رمزاً لصمود أهل بورسعيد، وشعب مصر العظيم، ضد القوات الإمبريالية فى العالم، آنذاك.
Email: sfarag.media@outlook.com
|