العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
ومن كل هذه الأرقام، نجد أن السياحة الآن تُعتبر من أهم مصادر الدخل للعديد من الدول لأن السياحة ستتعامل مع 64 سلعة داخل البلد، حيث تنمى الطيران بشركاته والنقل السياحى، ثم الهدايا السياحية المختلفة التي يشتريها السائح من كل دولة.
|
السياحة هى الأمل
لواء د. سمير فرج
|
2 سبتمبر 2023
|
فاجأتنا فرنسا أنها تتربع على عرش السياحة العالمية باستقبالها 48 مليون سائح أجنبى، مما جعلها الوجهة السياحية الأكثر شعبية في العالم، لكى تحقق ثالث دخل للخزانة الفرنسية، خاصة أن فرنسا لديها 37 موقعًا مسجلًا في اليونسكو للتراث العالمى، علاوة على أن الشواطئ والمنتجعات السياحية والمناطق الريفية تتمتع بجمالها، لذا تجذب العديد من السياح أيضًا، كما تتميز بأهم الأماكن السياحية، مثل متحف اللوفر وبرج إيفل والشانزليزيه وقوس النصر والحى اللاتينى، وكلها أماكن جاذبة للسياح.
وطبقًا لما أعلنته منظمة السياحة العالمية، فإن ترتيب الدول العشر الأولى في السياحة العالمية هو: فرنسا في المركز الأول 48 مليون سائح، ثم المكسيك 31.9 مليون سائح، وإسبانيا 31.2 مليون سائح، ثم تركيا 29.9 مليون سائح، ثم إيطاليا 26.9 مليون سائح، ثم الولايات المتحدة 22.1 مليون، ثم اليونان 14.7 مليون، ثم أستراليا 12.7 مليون، ثم ألمانيا 11.7 مليون، وفى المركز العاشر دولة الإمارات 11.5 مليون.
ومن كل هذه الأرقام، نجد أن السياحة الآن تُعتبر من أهم مصادر الدخل للعديد من الدول لأن السياحة ستتعامل مع 64 سلعة داخل البلد، حيث تنمى الطيران بشركاته والنقل السياحى، ثم الهدايا السياحية المختلفة التي يشتريها السائح من كل دولة.
كذلك يعمل في هذا المجال العديد من العمال والمصانع، ثم هناك دخل الدولة من المزارات والمتاحف، ثم العاملون في مجال الإرشاد السياحى، وهم بالآلاف، ثم الفنادق نفسها، التي تستفيد من الصناعة الوطنية للدولة، بدءًا من الفرش داخل الفنادق حتى الأثاث، ثم مطاعم كل فندق والموائد والمطابخ، ثم الأطعمة التي تُقدم، والعاملون في كل فندق، ثم الحفلات والسهرات الليلية التي تقدمها المسارح الشعبية للدولة. ثم.. ثم.. إن هناك كما قلت 64 منتجًا للدولة تغطى احتياجاتها السياحية، وتنمى إنتاج الدولة، ومن هنا أصبحت السياحة أهم مصدر للدخل في معظم دول العالم.
ونعود إلى مصر، التي أعطاها الله كل مقومات السياحة لجذب شعوب العالم، فنحن لدينا السياحة الثقافية، ثم السياحة الترفيهية، ونبدأ بالسياحة الثقافية، وهى تاريخ الفراعنة القديم، الذي يجذب العديد من سكان العالم، وهناك الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبع، والمتحف المصرى الجديد، الذي سيُعتبر أكبر وأهم متحف للحضارة في العالم، ثم آثار مصر في الصعيد، ومقابر البر الغربى وتوت عنخ آمون، الملك الذهبى، ثم هناك الآثار القبطية والآثار الإسلامية.
وهناك رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والتى لم نستغلها حتى الآن، رغم أن الفاتيكان رحب بها، ودعا الإخوة المسيحيين إلى زيارة مسار هذه الرحلة، ولن أنسى أجمل رحلة سياحية في العالم، في النايل كروز في نيل مصر العظيم، حيث لدينا 284 فندقًا سياحيًّا عائمًا تعمل من القاهرة إلى الأقصر وأسوان. هذه الرحلة التي قال عنها رئيس اتحاد فيفا، «بلاتر»، في يوم من الأيام، وأنا معه في الأقصر، إنها أجمل رحلة شاهدها في حياته، ولن أتكلم عن رحلة البالون الصباحية في الأقصر، ولا رحلات السفارى في الغردقة وشرم الشيخ، ولا زيارات سانت كاترين بعد تطويرها، ولم يحدث أن حضر أي مسؤول من الصين إلى القاهرة إلا وكانت وجهة الطائرة بعد القاهرة إلى الأقصر لزيارة معالمها لان شعوب شرق آسيا، الصين واليابان وما حولهما، لديهم هوس بالحضارة المصرية القديمة والفراعنة، أما السياحة الترفيهية، حيث لدينا أجمل شواطئ الدنيا في الغردقة وشرم الشيخ والساحل الشمالى على البحر المتوسط وسياحة الغوص التي لن تجد لها مثيلًا إلا في الشواطئ المصرية، أما طبيعة الجو الساحر فأمر رائع في مصر، التي تتمتع بشتاء رائع يهرب إليه كل الأوروبيين للاستمتاع بالجو الرائع والشمس والدفء.
وأعتقد أن لدينا حاليًا بنية أساسية تمت خلال السنوات الماضية تشمل وجود مدن سياحية رائعة مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم مجهزة بكافة المطالب السياحية، كذلك المطارات والطرق، وتقديم الخدمات العلاجية والترفيهية، وهناك الساحل الشمالى، الذي تتم فيه الآن خطة تطوير، ولكن مطلوب فنادق جديدة في ذلك الاتجاه لاستيعاب الملايين من السياح.
لذلك مطلوب من الدولة أن تعطى مميزات لإقامة فنادق جديدة، ولعل ما قام به في يوم من الأيام فؤاد سلطان، وزير السياحة الأسبق، عندما أعطى متر الأرض لإقامة فنادق سياحية بدولار واحد، في سواحل البحر الأحمر، الأمر الذي أعطى دفعة لإقامة كل هذه القرى السياحية في البحر الأحمر، كذلك منح استرداد الأتوبيسات السياحية بدون جمارك، مما أحدث الطفرة في النقل السياحى، لذلك مطلوب من الدولة الآن أن نهتم بتعظيم السياحة في مصر، وأن نستفيد بكل مميزات البلد.
لذلك أعتقد أن المطلوب خلال الفترة القادمة إعداد خطة للتنمية السياحية حتى عام 2030، يحدد فيها أولًا عدد السائحين المطلوب وصولهم إلى مصر خلال هذه المدة، وبالتالى، يتم حساب عدد الغرف السياحية المطلوبة في كل اتجاه، وإعداد خطة أخرى لتقديم امتيازات لرجال الأعمال لبناء الفنادق والمنتجعات السياحية للوصول إلى عدد الغرف المطلوبة، وبالذات في الاتجاه الجديد، وهو الساحل الشمالى، الذي شهد نقصًا كبيرًا خلال هذا الصيف، وبالذات من الإخوة العرب في الخليج، ويأتى بعدها النقل السياحى المطلوب لهذا العدد من السياح.
ونأتى إلى مرحلة أخرى، وهى تطوير أداء العاملين في مجال السياحة، بدءًا من العاملين في الفنادق ومع الاهتمام بما يتم تدريسه في الكليات والمعاهد السياحية، خاصة من الناحية العملية للطلبة والاهتمام باللغات، خاصة لدول مثل الصين والهند والدول الاسكندنافية، مع ضرورة الاطلاع على كل ما هو جديد في تدريب العاملين في مجال السياحة، وخاصة السائقين، مصدر معظم حوادث النقل السياحى، والمرشدين السياحيين، وخاصة اللغات التي سيتم التركيز عليها لاستقبال السياح في الفترة القادمة، كذلك مستوى الأداء والعلم، وبعد ذلك تطوير المطارات طبقًا لحجم السياحة المطلوبة في كل اتجاه، وأعتقد أن البنية الأساسية للطرق حاليًا تسمح باستقبال التخطيط الجديد لهذا العدد من السياح، ولا ننسى خطة الدعاية والإعلام مع استغلال افتتاح المتحف الجديد ليكون أيقونة الخطة الإعلامية لتحقيق مطالب استقبال هذه الأعداد الجديدة من السياح، وأعتقد أن خير خطة إعلامية هو تقديم خدمة سياحية جيدة للسائح.
وأعتقد أن مصر قادرة بإمكانياتها الحالية والمستقبلية بعد هذه الخطة أن تكون السياحة هي مصدر الدخل القومى الأول لمصر في الفترة القادمة.
Email: sfarag.media@outlook.com
|