العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وبعد كل تلك السنوات من المناشدة، تحقق الحلم، بحسن الاستفادة بما تبقى من شواطئنا الرائعة، على الساحل الشمالى.
|
بعد ٦ سنوات تحقق حلمى للساحل الشمالى
لواء د. سمير فرج
|
2 مارس 2024
|
ست سنوات من المقالات الأسبوعية، والأحاديث فى وسائل الإعلام المصرية، بالانتباه لما لدينا من ثروة مهدرة، لا نستفيد منها بصورة كفء، قاصداً بذلك الساحل الشمالى المصرى، أجمل سواحل الدنيا، بلا مبالغة، أو تحيز. كانت أولى مقالاتى يوم الخميس 7 سبتمبر 2017، بعنوان "إمبراطورية الساحل الشمالى خسرتنا المليارات"، وحتى أغسطس من العام الماضى، وأنا أتحدث عن تلك الفرص المهدرة.
كان حديثى مبنياً على خبرتى من إقامتى فى تركيا، لمدة ثلاث سنوات، ملحقاً عسكرياً لمصر إليها، رأيت بعينى كيف تستغل تركيا ساحل أنطاليا، المقابل للسواحل المصرية على البحر المتوسط، وتستفيد من الدخل السنوى الذى تدره المنتجعات السياحية عليه، فى مرمريز وبودروم وأنطاليا، الذى يبلغ عشرين مليار دولار سنوياً، رغم سواد مياه البحر هناك، وصخرية الشواطئ، التى تجرح أقدامك، حتى وأنت ترتدى الأحذية المخصصة لها، ورغم ذلك يتوافد السائحون إليها، مكتفين باستخدام حمامات السباحة.
ويقابل ذلك مياه الساحل الشمالى المصرى، فيروزية اللون، بيضاء الرمال، التى لا تضاهيها شواطئ فى حوض البحر المتوسط بأكمله، فضلاً عن طقسها الممتع، فى معظم شهور العام. ورغم كل تلك المميزات، التى لا تتمتع بها تركيا، إلا أنها ستغل شواطئها، طوال أشهر العام، باستثناء شهور الشتاء القارس الثلاثة، ديسمبر ويناير وفبراير، الذين تستغلهم فى الراحة والإعداد للموسم السياحى التالى، محققة دخلاً سنوياً يصل إلى 20 مليار دولار.
أما نحن، فقد نجحنا فى إقامة غابات أسمنتية، أطلقنا عليها مجازاً اسم "قرى سياحية"، من العجمى غرب الإسكندرية حتى مطروح، لا نستخدمها إلا أسابيع قليلة، فى الصيف، ونغلقها باقى العام، رغم الفرصة الممكنة للاستفادة منها طوال العام، لو أحسنا تخطيطها وتصميمها، لتكون وجهة سياحية متميزة، يعلو بها اسم مصر على خريطة السياحة العالمية. ومع ذلك، فمازلت أرى ضرورة دراسة البدائل المثلى، للاستفادة من تلك القرى، التى تم إنشاؤها، من قبل، لاستخدامها فى المجالات السياحية مستقبلاً.
وبعد كل تلك السنوات من المناشدة، تحقق الحلم، بحسن الاستفادة بما تبقى من شواطئنا الرائعة، على الساحل الشمالى، للأغراض السياحية العالمية، خاصة أن البنية الأساسية صارت جاهزة، سواء المطارات الدولية، أو شبكة الطرق الجديدة، أو محطات تحلية المياه، وأعلنت الحكومة عن المشروع الاستثمارى الضخم، فى رأس الحكمة، ذلك المشروع المتكامل، الذى من شأنه إحداث نقلة نوعية فى تطوير وإدارة المدن المتكاملة، والذى سيكون بادرة مشروعات استثمارية جديدة فى باقى أراضى الساحل الشمالى حتى السلوم.
Email: sfarag.media@outlook.com
|