العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
وجرى اللقاء بالفعل على مأدبة عشاء فى أحد مطاعم العاصمة الأمريكية واشنطن حتى يكون الحوار غير رسمي.
|
سياسة الطبق الساخن
لواء د. سمير فرج
|
10 أغسطس 2024
|
سياسة «الطبق الساخن»، أو»Hot Plate»، هى النظرية التى أطلقها كبير السياسيين فى العصر الحديث، هنرى كيسنجر، أشهر من شغل منصب وزير الخارجية الأمريكية، وأهم مستشارى الرئيس الأمريكى للأمن القومي.
ولمَن لا يعرف، فهنرى كيسنجر لاجئ يهودي، هرب فى طفولته مع عائلته من ألمانيا النازية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعاش فيها حتى أصبح وزيراً لخارجيتها، وحصل على جائزة نوبل للسلام فى عام 1973، تقديراً لدوره البارز فى رسم السياسة الخارجية الأمريكية، ولعبه لدور الوسيط المتنقل فى حرب الشرق الأوسط، فى أكتوبر 1973، ورحلاته المكوكية بين مصر وإسرائيل، حينئذ.
ويعرف عنه أنه رائد سياسة الانفتاح مع الاتحاد السوفيتى فى عصر الحرب الباردة، ومؤسس العلاقات بين بلاده ودولة الصين الشعبية. وله ينتسب الفضل الأكبر فى اتفاقيات السلام، وإنهاء الوجود الأمريكى فى فيتنام، وإخراج بلاده من مستنقع الحرب هناك.
قدم كيسنجر نظرية الطبق الساخن عندما أرسل الرئيس السادات مستشاره للأمن القومي، أحمد حافظ إسماعيل، فى بداية عام 1973 لمقابلة كيسنجر، طالباً المشورة والعون، لإنهاء فترة «اللا-حرب واللا-سلم»بعد ست سنوات من ركود المياه، بعد هزيمة يونيو 1967. وجرى اللقاء بالفعل على مأدبة عشاء فى أحد مطاعم العاصمة الأمريكية واشنطن حتى يكون الحوار غير رسمي.
فى البداية، سأل كيسنجر المبعوث المصرى عن المشكلة، ورد أحمد حافظ إسماعيل بأن الرئيس السادات يطلب خبرة كيسنجر، وهو صاحب الخبرة والتاريخ فى إيجاد الحلول لمختلف المعضلات السياسية على مستوى العالم. وتصادف الرد مع مجيء النادل للسؤال عما سيتناولان على العشاء، فطلب كيسنجر من إسماعيل السماح بأن يختار له أشهر الأطباق الأمريكية وهو «نيويورك ستيك»، ولكنه همس للنادل بكلمات لم يسمعها إسماعيل.
ثم بدأ الحوار بينهما، وشرح إسماعيل الوضع الناتج عن احتلال إسرائيل لسيناء، ومنعها لمصر من استخدام قناة السويس. وعندئذ، وصل النادل حاملاً أطباق العشاء، وشرع كل منهما فى تناول طعامه، قبل أن يتوقف أحمد إسماعيل عن الأكل. ولما سأله كيسنجر عن السبب، أجابه بأن الطبق بارد، وهنا ضحك كيسنجر ونادى على النادل ليبدل الطبق بآخر ساخن.
وهنا قال كيسنجر لأحمد حافظ إسماعيل، «يا صديقي.. لن يقترب أحد من الطبق وهو بارد.. لا بد أن يكون الطبق ساخناً، لتقترب منه». وعاد إسماعيل لمصر، وأبلغ الرئيس السادات برأى كيسنجر، واتخذ السادات قراره بالحرب!
Email: sfarag.media@outlook.com
|