العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وقمت بزيارة 26 جامعة مصرية فى جميع ربوع مصر.

فى رحاب الجامعات المصرية
 

لواء د. سمير فرج

 2 نوقمبر 2024


فى العام الماضي، وبمناسبة مرور 50 عاماً، على انتصارنا فى حرب أكتوبر 1973، قررت زيارة الجامعات المصرية لتوعية الشباب المصرى بقصة نجاح القوات المسلحة المصرية فى تحقيق النصر على الجيش الإسرائيلي، الذى طالما ادعى أنه الجيش الذى لا يُقهر، وردد أنه أحد أقوى القوات العسكرية.

وقمت بزيارة 26 جامعة مصرية فى جميع ربوع مصر، شمالاً وجنوباً، وشرقاً وغرباً. والحقيقة أن تلك اللقاءات كانت مبهرة لي، شخصياً، لما لمسته خلالها من تعطش الشباب لسماع بطولات حرب أكتوبر 1973، خاصة وأن الكثيرين منهم لا يقرأ الصحف أو يشاهد التليفزيون، مكتفين بوسائل التواصل الاجتماعى كمصدر لمعلوماتهم.

وبعد كل لقاء، كنت أفتح مجالاً للمناقشة مع الشباب، للرد على أية أسئلة أو استفسارات، فكانت أولى المفاجآت بالنسبة لي، أن تلك الفقرة كانت تمتد لأكثر من ساعة، مقابل المحاضرة التى لا تطول عن ساعة ونصف الساعة، أما المفاجأة الأهم، فكانت فى التعليق الذى أسمعه فى كل لقاء، عن عدم دراية الشباب بتفاصيل تلك البطولات، وفى بعض الأحيان بعدم معرفتهم بها برمتها.

وفى هذا العام، تلقيت الكثير من الدعوات، من العديد من الجامعات المصرية، لعقد لقاءاتٍ مع الطلبة، بمناسبة مرور 51 عاماً على نصر أكتوبر، ورغم مشقة السفر، إلا أننى قبلت جميع الدعوات، سواء من الجامعات أو النقابات، لما أجده فيها من متعة ومسئولية للحفاظ على التاريخ، كشاهد عيان عليه. فلم يمر يوم من شهر أكتوبر، إلا وأنا على موعد للقاء الشباب. ولقد كانت سعادتى الأكبر، هذا العام، بحضور أعدادٍ غير مسبوقة، فى كل لقاء، فاقت القدرة الاستيعابية للقاعات المُخصصة للمحاضرات، حتى كان الشباب يملأ الطرقات بين المقاعد.

ومع بدء لقاءات هذا العام، لاحظت الاهتمام المتزايد من الشباب، ورغبته فى التعرف أكثر وأكثر على حقائق ما حدث فى حرب أكتوبر، خاصة فى ظل أحداث الحرب فى غزة، ولبنان، التى جعلت الكثيرين يتساءلون عما إن كان ذلك يمثل تهديداً لمصر؟ لذا اتجه النقاش، بعد المحاضرة، للسؤال عن أحداث غزة، ومستقبل الصراع فى المنطقة، ووضع مصر من تلك التصعيدات.

وانتهت النقاشات، والجميع مطمئنون لأن لمصر جيشاً وطنياً، قوياً وقادراً على حمايتها، ورئيساً لديه من الحكمة والبصيرة، ما يكفى ألا تتورط مصر فى أية صراعات.

ولعل الأيام أجابت على بعض الأصوات، التى تعلو بين الحين والآخر، متسائلة عن أسباب شراء الميسترال والرافال، بأن القيادة السياسية المصرية استبقت الأحداث، بتكوين قوة ردع، عسكرية، قادرة على تحقيق السلام لنا ، فلا يجرؤ أحد على تهديد مصر، وبأنها ستظل آمنة، دوماً، بإذن الله.



Email: sfarag.media@outlook.com