العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
تأثرت بشدة، في مقتبل حياتي، بروايات اثنين من أهم كتاب تلك الفترة.
|
إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي
لواء د. سمير فرج
|
4 إبريل 2025
|
تأثرت بشدة، في مقتبل حياتي، بروايات اثنين من أهم كتاب تلك الفترة، والتي تحولت معظم أعمالهم الثقافية إلى أفلام سينمائية ناجحة، بل أعتقد أنهم في صدارة قائمة الكتاب، في تاريخ الثقافة المصرية، الذين تحولت أعمالهم إلى أفلام سينمائية ناجحة، وهما الكاتب والصحفي إحسان عبد القدوس، والرائع الكاتب يوسف السباعي.
أذكر أنني كنت أقتصد من مصروفي، وأنا شاب صغير، كي أشتري، كل أسبوع، مجلة روز اليوسف لمتابعة قصص إحسان عبد القدوس، الذي كتب أكثر من ٦٠٠ رواية، تحول منها ٤٥ إلى أفلام سينمائية، كما كان له عمود يومي بعنوان “على مقهى في الشارع السياسي”، يتناول فيه الموضوعات السياسية، بصورة مبسطة، يفهمها رجل الشارع. كذلك كنت أحرص على إدخار مبلغ آخر، لأكون على أهبة الاستعداد لشراء روايات يوسف السباعي، فور صدورها، وهكذا أسهم هؤلاء العظماء في تشكيل وجداني منذ حداثة سني.
لقد كان يوسف السباعي أحد ضباط القوات المسلحة، وظل يخدم فيها حتى رتبة العميد، وبعد التقاعد تولى مناصب عديدة منها نقيب الصحفيين، ثم وزيراً للثقافة، قبل أن تغتاله يد الغدر أثناء مشاركته في مؤتمر التضامن الآسيوي في قبرص، من جماعة أبو نضال الفلسطينية، اعتراضا على توقيع مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي تم دعوتي لإلقاء محاضرة لطلبة الكلية الحربية، وشاءت الظروف أن أجلس في نفس المكان الذي حاضرنا فيه، في يوم من الأيام، الأديب يوسف السباعي، فوجدتني أنظر لطلبة الكلية الحربية، متذكراً نفسي، منذ عدة عقود، وأنا أجلس في نفس المكان لأستمع لذلك العملاق، يوسف السباعي، الذي كتب قصص وروايات من أروع ما أثر في تاريخ السينما المصرية، فمن منا ينسى “رد قلبي”، و”نادية”، و”جفت الدموع”، و”نحن لا نزرع الشوك”، و”العمر لحظة”.
كانت قصة نادية من أحب القصص إلى قلبي، وعندما شاهدتها فيلماً سينمائياً ازداد إعجابي بها، حتى أنني بعد إنهاء دراستي في إنجلترا، اشتريت سيارة صغيرة، وقدتها من إنجلترا إلى فرنسا، ومنها إلى نابولي، لكي استقل الباخرة المتجهة إلى الإسكندرية. خلال تلك الرحلة كنت مصراً على المرور على مدينة جاب الفرنسية، التي دارت فيها أحداث قصة نادية، فوجدتها كما وصفها يوسف السباعي، وشعرت وكأنني زرتها من قبل، من دقة ما صوره بقلمه من تفاصيلها. لقد كانت الثقافة المصرية هي قوة مصرة الناعمة، وأحد أقوى أسلحتها، وستظل للأبد.
Email: sfarag.media@outlook.com
|