حماية المستهلك.. أمل مصر مستقبلاً

مع تزايد ارتفاع الأسعار فى الأسواق المصرية، تظهر العديد من الأصوات المطالبة بضبط الأسعار، خاصة بعدما اتضح للجميع جشع، الكثير، من التجار المتسبب فى الزيادة، دون وجه حق، فقد تبيّن أن أسعار العديد من الأصناف، وخاصة الخضراوات، يتسلمها التاجر من المزارع بأسعار زهيدة، إلا أن جشع، بعضهم، يكون السبب الرئيسى فى وصولها للمستهلك بأسعار مبالغ فيها.

فى الأسبوع الماضى، تعرض أحد أصدقائى لمشكلة مع أحد توكيلات السيارات العالمية فى مصر، حيث لم يلتزم ذلك التوكيل بشروط التعاقد، واستشارنى صديقى فى أسلوب التعامل مع الأمر، فنصحته باللجوء لجهاز حماية المستهلك، خاصة أن له موقعاً إلكترونياً، وخطاً ساخناً، يسهل على المواطن الوصول له على مدار 24 ساعة، لمدة 7 أيام فى الأسبوع.

وبالفعل، اتصل صديقى بالخط الساخن، 19588، وتقدم بشكواه، مدعومة بكافة المستندات اللازمة، من خلال نفس القناة، وبعد يومين، فقط، تواصل أحد ممثلى جهاز حماية المستهلك مع صديقى، وأبلغه باكتمال التحقيق فى المشكلة، بل وحلها، بإلزام التوكيل بتنفيذ كافة بنود العقد، وبعدها اتصل بى صديقى معرباً عن انبهاره بمستوى الخدمة المقدمة، بالاعتماد على الخط الساخن، دون عناء، ودون الحاجة إلى «واسطة»، على حد تعبيره.

لم أكن على اتصال بأى من القائمين على جهاز حماية المستهلك، ولكننى سمعت الكثير عن أدائه المتميز، إلا أن هذا الموقف جعلنى أبحث عن تشكيله، وعلمت أن السيد المهندس إبراهيم السجينى هو من يتولى رئاسته، فشعرت بأنه من واجبنا تقديم الشكر لمن يؤدى عمله بإتقان، وألا يقتصر دورنا على جلد المقصر، دون الالتفات للاجتهاد فى تأدية الدور، والتميز فى حمل المسئولية، ورغم عدم وجود أى شكوى أو مشكلة لدى، إلا أن إيمانى بضرورة ترسيخ ثقافة الشكر والتقدير فى مجتمعنا، كان الدافع وراء اتصالى بالسيد المهندس إبراهيم السجينى، لأعرب عن امتنانى على إدارته لهذا الجهاز المتميز.

خلال المكالمة، أبلغنى سيادته أن دور الجهاز لا يقتصر على تلقى شكاوى المواطنين، فحسب، بل يمتد إلى الدور الرقابى الميدانى فى الأسواق، مشيراً إلى أن الجهاز نفذ 11827 حملة ميدانية على المنشآت التجارية والصناعية، خلال الفترة من يناير وحتى مارس، من العام الجارى، حرر خلالهم 40?592 محضر بمخالفات متنوعة، منها بيع منتجات منتهية الصلاحية أو منتجات مجهولة المصدر، وعدم إصدار فواتير، وتشغيل منشآت بدون تراخيص، فضلاً عن مخالفات تخص مواصفات تجهيزات المحلات، أو التلاعب فى الأسعار، أو عدم إعلانها.

جدير بالذكر، أن جهود الجهاز ليست قاصرة على القاهرة فقط، بل تمتد لكافة محافظات الجمهورية، ومن هنا، يجب أن نوجّه التحية لذلك الجهاز والقائمين عليه والعاملين فيه، متمنين لهم دوام التوفيق والسداد فى مجالات عملهم فى جميع أنحاء الجمهورية.