العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
ومما لا يقل أهمية عما سبق، هو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية، مؤخراً، من العواقب النفسية لتنفيذ تلك الإجراءات، على المدى الطويل، وطالبت الدول أن تضع في اعتباراتها، وأولوياتها، الجوانب النفسية للمواطن.
|
التعايش مع كورونا
لواء د. سمير فرج
|
23 مايو 2020
|
بعد تصريحات منظمة الصحة العالمية، والجهات العلمية، المتخصصة، بأنه قد يكون من الصعب الوصول إلى مصل ضد فيروس كورونا مع نهاية العام الجاري، ظهر مصطلح “التعايش مع كورونا”، ليمثل المنهج الذي سيسود العالم، في الفترة القادمة، إذ بات من المفروض أن نتعايش مع وجود هذا الفيروس اللعين، مع ضرورة اتخاذ كافة التدابير، والإجراءات الوقائية اللازمة، للحد من انتشاره … ومن هنا بدأت الحكومات وضع استراتيجياتها الجديدة، للتعايش مع كورونا، بالمواءمة بين سلامة المواطنين، والحفاظ على اقتصادات الدول، فالحقيقة أن الهدفان لا يقلا في الأهمية عن بعضهما البعض، لما لكل منهما من تأثير على الآخر.
فبينما يحذر العلماء من مغبات الموجة الثانية من فيروس كورونا، والتي قد تكون أكثر ضراوة عن سابقتها، تجد، حالياً، المظاهرات تجوب العديد من الولايات المتحدة الأمريكية، مطالبة بعودة الحياة لطبيعتها، وفتح المطاعم، والمتنزهات، والحفاظ على الوظائف، ودفع عجلة الاقتصاد. ومن هنا بدأت الدول في التخطيط للتعايش مع كورونا، بإصدار تعليمات جديدة، تعتمد، في الأساس، على فهم المواطن، ودرايته، ووعيه، بأهمية الحفاظ على صحته، وصحة من حوله، وهو ما يقتضي منه، حتى الوصول إلى مصل أو لقاح، الالتزام بالنظافة الشخصية، وارتداء الكمامات في الأماكن العامة، والحفاظ على معايير التباعد الاجتماعي، الذي صار الشكل العام للفترة الحالية، ولم يلاق ترحيب من الكثير من دول العالم، خاصة المجتمعات الشرقية، المعروف عنها الترابط الأسري.
ومما لا يقل أهمية عما سبق، هو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية، مؤخراً، من العواقب النفسية لتنفيذ تلك الإجراءات، على المدى الطويل، وطالبت الدول أن تضع في اعتباراتها، وأولوياتها، الجوانب النفسية للمواطن، عند فرض تنفيذ إجراءاتها الجديدة للتعايش مع كورونا. والحقيقة أن متخذي القرار، في موقف لا يحسدون عليه، فأعتى النظم الاقتصادية، لا تستطيع مجابهة هذا الوباء اللعين، وأظن أن الدول ستواجه صعوبات أكبر، في الفترة القادمة، عند فتح الحدود، واستئناف الدراسة، وعودة ممارسة الأنشطة الدينية، وباقي الإجراءات التدريجية لعودة الحياة لطبيعتها، في ظل التعايش مع فيروس كورونا.
على أية حال، ستمثل المرحلة القادمة اختباراً لمواطني كل دولة، الذين سيعتمد عليهم تقليل عدد الإصابات في دولهم، وسيكون نجاحهم في ذلك مؤشر جيد لإمكانية التعايش مع كورونا، وحصر الخسائر البشرية، والاقتصادية، قدر الإمكان، داعين المولى أن يكلل جهود العلماء بالنجاح في الوصول إلى لقاح للعلاج من ذلك الفيروس اللعين، ومصل للوقاية منه مستقبلاً.
Email: sfarag.media@outlook.com
|