العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
استمرار تقدم مصر على كل من إيران وإسرائيل، اللتين احتلتا المركزين 17 و18 عالميا.
|
الجيش المصرى الأقوى عربيا وإفريقيا
لواء د. سمير فرج
|
26 يناير 2023
|
أصدرت منظمة جلوبال فاير باور«Global Firepower»، تقريرها السنوى، فى مطلع الشهر الحالى، تحت عنوان القوة العسكرية العالمية لعام 2023, وهو التقرير المتخصص فى الشئون العسكرية، والذى يرتب حجم القوة العسكرية التقليدية، غير النووية، لعدد 145 جيشا فى العالم.يعد هذا التقرير من أهم الإصدارات العالمية، التى تترقبها جميع دول العالم، كل عام، سواء على مستوى الإدارات، أو الحكومات أو مراكز الدراسات الإستراتيجية، وذلك لتحليل بياناته، ووضع التقديرات الإستراتيجية لكل دولة، على جميع اتجاهاتها، ودوائرها الإقليمية، والدولية. وقد خرج تقرير عام 2023، مصنفا الولايات المتحدة، كأقوى قوة عسكرية فى العالم، محافظة بذلك على ترتيبها السنوى، يليها كل من روسيا، والصين، والهند، والمملكة المتحدة، وكوريا الجنوبية، وباكستان، واليابان، وفرنسا، وإيطاليا، كأقوى عشرة جيوش فى العالم، بالترتيب.
أما مصر فقد احتلت قوتها العسكرية المركز الرابع عشر، على مستوى العالم، والأول على مستوى الجيوش الإفريقية والعربية، يليها السعودية، فى المركز 22 عالميا، والجزائر فى المركز 26، والعراق فى المركز 45، ثم الإمارات، والمغرب، وسوريا، وقطر، وتونس، واليمن، والسودان، وعمان، والكويت، والبحرين، وليبيا، والأردن، وأخيرا لبنان فى المركز 111. وقد تلاحظ فى تقرير هذا العام، استمرار تقدم مصر على كل من إيران وإسرائيل، اللتين احتلتا المركزين 17 و18 عالميا، على التوالى، كما استمر خروج إيران، من ترتيب أقوى عشرة جيوش فى العالم، بعدما اعتادت الترتيب ضمنهم، فى عصر الشاه، وهو ما تغير، تماما، منذ بداية عصر الخمينى، الذى قلل اعتماده على الجيش النظامى، لحساب قوات الحرس الثورى، الذى يدين بالولاء لشخص ونظام الخمينى، وليس للدولة.
وبتحليل مؤشرات أفرع القوات المسلحة لمختلف جيوش العالم، فقد احتلت القوة البحرية الصينية، المركز الأول، بين مختلف القوى البحرية، على مستوى العالم، تليها كل من روسيا، وكوريا الشمالية، ثم الولايات المتحدة فى المركز الرابع، والسويد فى المركز الخامس عالميا، بينما جاء ترتيب القوة البحرية المصرية، فى المركز الأول فى منطقة الشرق الأوسط، يليها الجزائر، ثم تركيا، والكويت، والمغرب. أما القوات الجوية العسكرية، فقد جاءت الولايات المتحدة على رأس القائمة، يليها روسيا، ثم الصين، والهند، وكوريا الشمالية، بينما جاء تصنيف مصر فى المركز الثامن عالمياً، والأولى فى منطقة الشرق الأوسط، وعلى مستوى الدول العربية، يليها كل من تركيا، ثم السعودية، ثم إسرائيل، والإمارات. وحول تصنيف الدبابات، جاءت روسيا، على رأس أقوى خمس دول فى العالم، تليها كوريا الشمالية، والولايات المتحدة، والصين، ثم مصر، فى المرتبة الخامسة عالميا، والأولى على مستوى الشرق الأوسط والدول العربية، تليها كل من إيران، وسوريا، وتركيا، وأخيراً إسرائيل.
وتشير تقارير مراكز الدراسات الإستراتيجية الدولية، إلى أن نجاح مصر فى تكوين هذه القوة العسكرية، والتى تبادلت فيها مركز أقوى جيش فى الشرق الأوسط مع تركيا، يرجع لعدة أسباب، أهمها اتخاذ الرئيس عبدالفتاح السيسى، قرارا، فور توليه مسئولية البلاد، بتنويع مصادر السلاح، بعد 40 عاما من اعتماد الجيش المصرى على السلاح الأمريكى، وهو القرار الذى لم يقصد منه التقليل من أهمية السلاح الأمريكى، وإنما اعتبار الأمن القومى المصرى على رأس الأولويات عند تدبير احتياجات الجيش المصرى من الأسلحة، والمعدات المختلفة، وبما يضمن استمرار توفير قطع الغيار، والدعم الفنى اللازم لتلك الأسلحة. أما السبب الآخر، فيعود لعدد ونوعية التدريبات المشتركة التى شارك فيها الجيش المصرى مع الجيوش الأجنبية، بما رفع من كفاءة الخبرات القتالية المتبادلة بين جميع الأطراف.
جدير بالذكر أن تقرير منظمة جلوبال فاير باور يعتمد فى تقييمه للقوى العسكرية على خمسين مؤشرا، يأتى فى مقدمتها أعداد الأسلحة والمعدات الحربية فى كل دولة، مثل الدبابات والمدفعية والصواريخ والعربات المدرعة والمدمرات والغواصات والطائرات بأنواعها والرادارات، وغيرها، كما يعتمد على الكفاءة القتالية لتلك القطع الحربية، وتحديثها وفقا لأعلى المعايير العالمية. ومن المؤشرات المهمة فى التقييم، هى القوة البشرية لجيش الدولة، وهو ما يشيرلأعداد القوات العاملة والمقاتلة، فضلا عن قوات الاحتياط، التى يدخل نظام تعبئتها فى الحسابات. يلى ذلك مؤشر حجم الإنفاق العسكرى، ونسبته من موازنة الدولة، ومؤشر آخر وهو حساب القوات شبه العسكرية فى الدولة، مثل قوات الحرس الوطنى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وقوات الأمن المركزى فى مصر، ومهمتها فى تأمين الأهداف الحيوية فى الدولة، خاصة فى أوقات الحرب، لتتفرغ القوات العسكرية لمهام القتال.
نأتى بعد ذلك لمؤشر القواعد العسكرية للدولة، وتوزيعها لتأمين مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، وهو ما تفوقت فيه مصر، خلال الأعوام السابقة، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد حكم البلاد، بإنشاء أحدث ثلاث قواعد عسكرية فى مصر، أولها قاعدة برنيس، على البحر الأحمر، لتأمين المدخل الجنوبى للمجرى الملاحى لقناة السويس، وقاعدة 3 يوليو، فى الاتجاه الإستراتيجى الشمالى، لتأمين حقول الغاز الطبيعى والبترول فى البحر المتوسط، ثم قاعدة محمد نجيب، أكبر قاعدة عسكرية فى المنطقة، لتأمين الاتجاه الإستراتيجى الغربى، فى اتجاه ليبيا. يضاف لما سبق عوامل أخرى، تتساوى فى الأهمية، مثل قدرة الدولة على التصنيع الحربى، وعلى نظام التجنيد، واعتماد الدولة على أبنائها للخدمة بالقوات المسلحة، فضلا عن الروح المعنوية للجيش.
ومرة أخرى، خرج التقرير مؤكدا عقيدة الجيش المصرى، بضرورة استمرار التفوق، لضمان تأمين حدود البلاد، وأمنها القومى، ومقدرات شعبها العظيم.
Email: sfarag.media@outlook.com
|