العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
ويومها اتصل الرئيس التركى سليمان ديميريل، بثلاثة رؤساء، طالباً منهم العون والمدد؛ الرئيس الفرنسي، والمستشارة الألمانية، والرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك.
|
زلزال تركيا ... وذكريات سابقة
لواء د. سمير فرج
|
11 فبراير 2023
|
كنت قد قضيت فى العاصمة التركية، أنقرة، ثلاث سنوات، كملحق عسكرى لمصر فيها، تمكنت خلالها من التعرف على البلد وأحوالها، ولمست عشق الشعب التركى لمصر وأبنائها. ثم عدت إلى مصر، لتولى منصب مدير إدارة الشئون المعنوية، وبعدها، وفى عام 1999، ضرب تركيا زلزالاً كبيراً، كان مركزه مدينة إزميت، بالقرب من إسطنبول، على طول الفيلق الجيولوجى شمال تركيا، ويومها اتصل الرئيس التركى سليمان ديميريل، بثلاثة رؤساء، طالباً منهم العون والمدد؛ الرئيس الفرنسي، والمستشارة الألمانية، والرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك.
كانت مصر قد بدأت تحركاتها بالفعل، وعلى الفور، أرسلت طائراتها الحاملة لمستشفى ميدانى بطاقة 250 سريرا، ومخبز ميدانى لإنتاج 250٫000 رغيف يومياً، بالإضافة إلى مجموعات من المتخصصين فى البحث وإنقاذ المفقودين، المدعومين بالأدوات اللازمة لتنفيذ مهمتهم، سواء كلاب الحرب المدربة، أو المناشير والقلابات. ووصلت المجموعات، والمعونات إلى مدينة إزميت، التى لحقها الدمار الشامل. وبعدها بيومين استأذنت المشير طنطاوي، أن أسافر إلى تركيا، بصحبة مجموعة من الصحفيين، لتغطية جهود القوات المصرية فى نجدة تركيا.
وعند وصولنا إلى مدينة أزميت، علمت أن مجموعتى الإنقاذ الألمانية والفرنسية قد أثارتا مشكلة مع المجموعة المصرية، التى نجحت خلال يومين فى تطهير خمسين مترا من الطريق المخصص لها، بينما لم تطهر المجموعتان الأخريان سوى ثلاثين مترا فقط. وكانت شكواهم بدعوى أن المصريين يستخدمون كلاب الحرب، فى عمليات التفتيش، لمدة ثمانى ساعات متواصلة، بينما نظمت القوانين الدولية نظام عملهم بواقع 4 ساعات، فقط، يعقبهم 4 ساعات للراحة.
تم حل المشكلة، وبعدها تحركنا للمستشفى المصري، وكان الوحيد الذى يقدم الخدمات الطبية هناك، بعدما تدمر مستشفى البلدة، فوجدت الجميع يتدافع للعلاج فى المستشفى المصرى، بدءاً من الإسعافات الأولية، وعلاج الأطفال، والكسور، وحتى عمليات الولادة للسيدات، وهو ما دفعنى لطلب معونة إضافية، فورية، من مصر لتلبيه باقى الاحتياجات الطبية، خاصة وأن كافة المساعدات الدوائية التى وصلت لتركيا، تم تحويلها للمستشفى المصري، فكنا فى حاجة لأطقم من الصيادلة، لفرز وتصنيف الأدوية الواردة من مختلف الدول.
وبالمثل، تحولت جميع المعونات الغذائية، التى وصلت من الدول الأخرى، إلى المخبز الميدانى المصري، وصار المسئول عن توزيع الغذاء على أهالى المدينة. كذلك قام الطاقم المصرى بإنشاء معسكر للإيواء، باستخدام الخيام التى وصلت من الخارج لمساعدة لتركيا، وتحول الاستاد الرياضى لملاذ لسكان المدينة المنكوبة، بإدارة مصرية. تذكرت كل تلك التفاصيل، وأنا أتابع وصول المساعدات المصرية لسوريا وتركيا، داعياً المولى أن يخفف عنهما آثار تلك المحنة الكبيرة.
Email: sfarag.media@outlook.com
|