العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

زرت أكثر من جامعة مصرية، محاضراً طلابها عن معارك تلك الحرب المجيدة.

تخليد ملحمة إغراق المدمرة إيلات
 

لواء د. سمير فرج

 26 أكتوبر 2024


إبرارًا لوعد قطعته على نفسى، بألا أتوقف عن الحديث عن نجاح مصر، وقواتها المسلحة، فى التخطيط، وتنفيذ حرب أكتوبر ١٩٧٣، كشاهد عيان عليها، زرت أكثر من جامعة مصرية، محاضراً طلابها عن معارك تلك الحرب المجيدة، التى بدأت فى أعقاب هزيمة يونيو ١٩٦٧، حتى تحقق لنا النصر المبين.

وكان من بين ما استعرضته، فى هذا العام، بطولات القوات البحرية المصرية، ومنها ملحمة فى إغراق المدمرة إيلات، التى ترقد الآن فى قاع البحر المتوسط، أمام سواحل بورسعيد، التى خسر فيها العدو الإسرائيلى 47 قتيلًا و91 جريحًا من طاقم المدمرة، وطلاب الكلية البحرية الإسرائيلية. وكذلك النجاح فى إغراق الغواصة الإسرائيلية دافار، التى كانت تحاول مهاجمة ميناء الإسكندرية، إلا أن الكاسحة المصرية، بقيادة المقدم بحرى عبد المجيد عزب، نجحت فى إصابتها، حتى غرقت أمام سواحل قبرص.

ولما تطرقت لقيام إسرائيل بانتشال أجزاء من تلك الغواصة، وعرضتها فى المتحف البحرى الإسرائيلى فى حيفا، بادرنى العديد من الطلبة، بعد انتهاء المحاضرة، بتساؤل عن إمكانية قيام مصر بانتشال حطام المدمرة الإسرائيلية إيلات، ووضعها فى المتحف الحربى فى القاهرة. والحقيقة أننى وجدتها فكرة رائعة، فقمت بالاستفسار من صديقى اللواء بحرى أركان حرب محفوظ مرزوق، عن إمكانية تنفيذ تلك الفكرة، فأكد لى بأن قواتنا البحرية تمكنت، بالفعل، من الوصول، لمكان المدمرة وتم تصويرها فى القاع، موضحاً أن جسم المدمرة يرقد فى منطقة صعبة للغاية، عبارة عن أرض سبخية، هى امتداد لسهل الطينة، غاصت فيها معظم جسم الغواصة مما يُصعّب مهمة انتشالها، لارتفاع التكاليف المادية، والفنية المعتمدة على تكنولوجيا عالية.

فتبادر إلى ذهنى أن ننتشل جزءًا منها، ولو بسيط، لوضعه فى المنطقة المفتوحة أمام المتحف الحربى فى بورسعيد، فى المكان الذى دُمرت فيه المدمرة الإسرائيلية، ويوضع أمام ذلك الجزء تمثال للأبطال الحقيقيين، الذين نفذوا عملية إغراق أكبر القطع البحرية الإسرائيلية، التى كان يقودها المقدم شوشان، بدءاً من قائد القاعدة البحرية فى بورسعيد، حينئذ، العقيد بحرى أركان حرب سميح إبراهيم، الذى أصدر الأوامر بانطلاق 2 لانش صواريخ كومار من القاعدة، وقادة لنشات الصواريخ وهم النقيب أحمد شاكر والنقيب ولطفى جاد الله ومعاونه الملازم أول السيد عبد المجيد والملازم أول حسن حسنى والضابط سعد السيد، وتوضع بجانبهم صورة خمسة وعشرين جندى مصرى من القوات البحرية وأطقم تلك الزوارق.

كان ذلك مجرد اقتراح من بعض الطلبة، وقد يلاقى سبيلاً لتحقيقه، ليكون مصدر فخر بأبناء قواتنا المسلحة المصرية، وتقديراً لبطولاتهم.



Email: sfarag.media@outlook.com