العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
أما على صعيد التدريب العملى، فلم يعد طالب الكلية البحرية يشارك فى رحلة بحرية واحدة، فقط، سنوياً.
|
يوم فى الكلية البحرية
لواء د. سمير فرج
|
31 يناير 2025
|
بدعوة من السيد الفريق أشرف عطوة، قائد القوات البحرية المصرية، زرت الكلية البحرية، لمحاضرة طلبتها عن مخاطر الأمن القومى المصرى، فكان ذلك اليوم أحد أسعد أيام حياتى، إذ ذكرنى بحفلات تخرج طلبة الكلية، التى كنت أشارك فيها كل عام خلال إدارتى للشئون المعنوية المصرية. وفى هذه المرة، زادت سعادتى بالتطوير الكبير الذى تشهده الكلية، لتخريج ضباط مسلحين بأحدث التكنولوجيا العالمية فى مجال العلوم البحرية والعلوم الإدارية؛ إذ يتخرج الطالب حاملاً درجة بكالوريوس العلوم البحرية، التى تؤهله للعمل كضابط بحرى، بالإضافة لدرجة البكالوريوس فى الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة الإسكندرية.
لم يقتصر التطوير الملحوظ على سبل معيشة الطالب داخل الكلية، سواء فى الإقامة أو الطعام، وإنما الأهم أن التطوير طال العملية التعليمية، ومناهجها، التى صارت مميكنة، وتعتمد على الحاسبات الآلية، والخوادم المركزية، بما يتيح للطالب مراجعة كل محاضراته السابقة، من خلال الحاسب الآلى، فى فترة المذاكرة، بعد انتهاء اليوم الدراسى.
أما نظم الامتحانات، فلم أر مثيلها فى مصر، إلا فى الجامعة الألمانية بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث يتم وضع الامتحان إليكترونياً، ويُقسّم إلى ثلاث شرائح؛ امتياز، وجيد جداً، وجيد، يقوم الطالب بالإجابة عنها إلكترونياً، وفور انتهائه، يتم التصحيح إلكترونياً، لتظهر النتيجة فى دقائق، على جهاز مركزى دون أى تدخل بشرى.
وشعرت بالدهشة، والإعجاب فى زيارة القبة السماوية للكلية، المصممة وفقاً لأحدث النظم المعمول بها فى العالم، وسألت عما إذا كان الاعتماد على علوم الفلك والنجوم مازال سائراً، ومتبعاً على مستوى العالم، فعرفت أنه صار من الضرورى العودة إلى النظم القديمة، ولو بصورة جزئية، والتفوق فيها، لمواجهة التقدم فى سبل التشويش على النظم الملاحية الإلكترونية، مثل نظام GPS، الذى أصبح سهلاً فى العصر الحالى.
أما على صعيد التدريب العملى، فلم يعد طالب الكلية البحرية يشارك فى رحلة بحرية واحدة، فقط، سنوياً، كما كان الحال من قبل، بل أصبح اليوم يشارك فى أى مهمة بحرية، لمجموعات القتال، لاكتساب مهارات وخبرات عملية هائلة، وأصبحت الدراسة العملية فى البحر تتساوى فى كمها مع الدراسة النظرية، فى قاعات المحاضرات، بل وأتيح للطلاب الانضمام للتدريبات المشتركة مع الدول الأجنبية، وهو ما لمست انعكاسه على المستوى العلمى للطلبة فى النقاشات بعد المحاضرة.
وخرجت من الكلية البحرية، تملأنى السعادة والفخر بهؤلاء الشباب المسلحين بأحدث العلوم، مما زاد من اطمئنانى على قدراتهم فى حماية حدود مصر البحرية فى البحر المتوسط والبحر الأحمر، وحماية استثماراتها بهما.
Email: sfarag.media@outlook.com
|