العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
فى الأسبوع الماضى دعانى السيد اللواء بهاء عبد الحميد، مدير كلية الضباط الاحتياط المصرية.
|
فى فايد ارتفعت روحى المعنوية
لواء د. سمير فرج
|
21 فبراير 2025
|
خلال دراستى فى كلية كمبرلى الملكية، فى إنجلترا، أقدم وأكبر كليات الأركان فى العالم، التى يتُخرّج فيها ضباط الأركان حرب، كان هناك فى نفس المدينة كلية سانت هيريست، التى تعادل الكلية الحربية فى مصر، حيث يتخرج منها الضباط الإنجليز، بعد إتمام الدراسة لأربع سنوات، ليصبحوا ضباطاً فى الجيش البريطاني.
ويوجد قسم آخر داخل كلية سانت هيريست، يتخرج منه ضباط للخدمة فى الجيش البريطانى لمدة سبع سنوات، فقط، ويُطلق عليهم فى إنجلترا اسم «Short Service Period» ، بمعنى «فترة خدمة وجيزة»، هؤلاء الضباط كانت الشركات والمصانع فى إنجلترا تتهافت عليهم بعد انتهاء مدة خدمتهم الوجيزة فى الجيش، رغم أنهم خريجو المدارس الثانوية، ولم يتلقوا سوى ستة أشهر من الدراسة فى سانت هيرست، إلا أن خدمتهم فى الجيش أكسبتهم مهارات عديدة.
فى الأسبوع الماضى دعانى السيد اللواء بهاء عبد الحميد، مدير كلية الضباط الاحتياط المصرية، فى مدينة فايد، وهى الكلية التى يلتحق بها المجندون المصريون، من حاملى الشهادات الجامعية العليا، مثل المهندسين والأطباء والمحاسبين، وغيرهم، ليتم تأهيلهم ليصبحوا ضباط احتياط فى القوات المسلحة المصرية. حيث يتلقى هؤلاء الشباب تدريبًا مكثفاً لعدة شهور، يتحولون فيها من الحياة المدنية إلى العسكرية. فمثلًا، يتخرج الجندى المهندس من كلية الضباط الاحتياط ليصبح قائد فصيلة دبابات من طراز (M1A1) الأمريكية، أو قائد فصيلة فى الدفاع الجوى على أحدث بطاريات الصواريخ.
ولقد زرت هذه الكلية قبل سنوات، لكنى لاحظت هذه المرة تطوراً كبيراً، فقد وجدت صرحاً علمياً، عالمياً، يستقبل شباب مصر المتعلم فى بيئة حديثة ومتطورة، حيث الإقامة والمبيت والطعام على أعلى مستوى، لدرجة تضاهى الفنادق ذات الأربعة نجوم. كما تضم الكلية صالة رياضية متكاملة، ومكتبة تكنولوجية متطورة متصلة بمكتبات عالمية، بالإضافة إلى حمامات سباحة وصالات رياضية مغطاة. يستيقظ الطلاب فى الخامسة صباحاً لبدء التدريبات الرياضية، ومنها طوابير الضاحية فى صحراء فايد، ليصل مستوى الطالب بها، فى غضون أشهر قليلة، لنفس مستوى طلاب الكلية الحربية.
وبعدما انتهيت من محاضرتى عن محددات الأمن القومى فى قاعة المحاضرات الكبرى، أمام 1500 طالب، بحضور أعضاء هيئة التدريس، والتى كانت السبب الرئيسى للزيارة، رافقنى اللواء بهاء عبد الحميد فى جولة داخل الكلية، حيث شاهدت المعامل الدراسية الحديثة، والمستشفى المتطور، فشعرت بالفخر والاطمئنان على مستقبل الجيش المصرى، الذى يضم بين صفوفه ضباط احتياط بهذا المستوى المتميز.
وهو الإحساس الذى استمر فى طريق عودتى للقاهرة، وشعرت بارتفاع معنوياتى، لثقتى بأن مصر تمتلك جيشاً عظيماً يحمى أمنها واستقرارها، وأن مصنع الرجال الجديد فى فايد لا يزال يعمل بكفاءة عالية، ليخرج أجيالاً قادرة على الدفاع عن الوطن.
Email: sfarag.media@outlook.com
|