العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

عبرت قوات المشاة، المدعمة بالصواريخ المضادة للدبابات، من خلال 12 موجة بالقوارب المطاطية.

العاشر من رمضان ... يوم عظيم فى تاريخ مصر
 

لواء د. سمير فرج

 7 مارس 2025


فى تاريخ الأمم أيام فخر وعزة، ومنها يوم العاشر من رمضان، الذى يُعد أغلى وأعظم انتصارات العسكرية المصرية، فى تاريخ مصر الحديث، يوم أن عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس؛ أكبر مانع مائى فى التاريخ الحديث، وحطمت خط بارليف؛ ثانى أكبر خط دفاعى، فى العلم العسكرى، بعد خط ماجينو، الذى بناه الفرنسيون على الحدود مع ألمانيا لمنع هتلر من غزو بلادهم. تم التخطيط لعملية العاشر من رمضان، خلال سنوات حرب الاستنزاف الستة؛ فقامت القوات المسلحة ببناء حائط الصواريخ، الذى منع القوات الجوية الإسرائيلية من التدخل فى عمليات العبور، وخلال نفس الفترة تم التدريب على خطة الهجوم، التى وضعها الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وأطلق عليها «التوجيه 41».

عبرت قوات المشاة، المدعمة بالصواريخ المضادة للدبابات، من خلال 12 موجة بالقوارب المطاطية، بدءاً من الساعة الثانية ظهراً، بعد توجيه ضربة جوية، بعدد 220 طائرة، ضد الأهداف الإسرائيلية فى عمق سيناء، أعقبها تمهيد نيرانى بالمدفعية، وخلالها قامت الصاعقة البحرية بسد أنابيب النابلم، التى ثبتها العدو فى نقاط خط بارليف، لتحويل مياه القناة لنار جهنم، إذا ما حاول المصريون عبورها. بعدها اقتحمت قوات المشاة خط بارليف، وتم رفع العلم المصرى على نقاطه الحصينة، ومع غروب الشمس، اندفعت خمسة كبارى مصرية لمياه القناة، ومع تمام تركيبها، عند منتصف الليل، وظهور القمر، اندفعت الدبابات والمدفعية المصرية لتعبر إلى الضفة الشرقية للقناة.

وفى سابقة أولى، فى التاريخ العسكرى، أن تنجح قوات مشاة، بدون الدبابات، من صد احتياطات العدو المدرعة، نجحت قوات المشاة المصرية، خلال مدة العبور، فى صد جميع احتياطات العدو الإسرائيلي، وأفشلت جميع محاولاتهم بالهجوم المضاد على قواتنا العابرة للقناة، ومع أول ضوء ليوم 11 رمضان، كانت القوات المسلحة المصرية قد أقامت رأس الكوبرى على الضفة الشرقية للقناة، بعمق نحو 15 كيلو، وبقوة 200 ألف مقاتل مصرى، واستعدت لصد الاحتياطات المدرعة الكبرى، وخلال هذه المدة تساقطت نقاط خط بارليف، الواحدة تلو الأخرى، أمام الضربات المصرية.

ورغم دوران القتال فى أيام شهر مبارك الفضيل، إلا أن أيا من قواتنا، جنودا وضباطا، لم يأبه بالإفطار إلا على شربة ماء، فقد كانت أولويتنا الوحيدة هى عودة أرض سيناء إلى الوطن الأم، وبفضل من الله لم ينجح العدو الإسرائيلى فى زحزحة القوات المصرية، شرق القناة، ولو لمتر واحد، حتى تم وقف النار، تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة، ليسطر الجيش المصرى أعظم انتصاراته فى العصر الحديث وليكون مثلا يحتذى به على مر العصور فى تاريخ العسكرية المصرية.



Email: sfarag.media@outlook.com