العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

شاهدت مقطعًا تليفزيونيًا مسجلًا، لهذا الفنان الكبير، على إحدى القنوات السعودية، يقول فيه إنه يحب مصر.

محمد عبده... شكرًا
 

لواء د. سمير فرج

 17 أغسطس 2024


محمد عبده، أشهر مطربى وملحنى المملكة العربية السعودية، البالغ من العمر ٧٥ عامًا، بل وأهمهم فى منطقة الخليج العربى كله، بدليل تلقيبه، من جمهوره، بفنان العرب، خاصة وأنه قد شدا بصوته الصداح على كافة مسارح دول الخليج العربى، والشام، ومصر، وشمال أفريقيا، وامتدت شهرته لكثير من دول العالم فى أوروبا والأمريكتين، لتعدد حفلاته على مسارحها، تلبيةً لدعوات الجاليات العربية، العاشقة لفنه.

وخلال الأسبوع الجارى، شاهدت مقطعًا تليفزيونيًا مسجلًا، لهذا الفنان الكبير، على إحدى القنوات السعودية، يقول فيه إنه يحب مصر، وإن انطلاقته الفنية كانت من مصر، مضيفاً أن مصر هى مهد الحضارات وملتقاها، ولها أيادٍ بيضاء على شعوب المنطقة العربية بأسرها، بأساتذتها فى المدارس والجامعات العربية، وأطبائها فى المستشفيات العربية، ومهندسيها فى كافة المشروعات العربية.

وفى ذات الحوار أضاف الفنان الكبير أن المملكة السعودية يُشار إليها بالبنان كأغنى الدول العربية، بما تمتلكه من ثروات بترولية، إلا أنه، شخصيًا، يرى أن الثروات لا تُقدّر بالأموال، فقط، وإنما بما تمتلكه من تاريخ وحضارة وخبرات متراكمة، وهو ما تمتلكه مصر، بشهادة العالم، ولا ينكره إلا جاحد، وهو ما جعله يقول لمحاوره إن مصر هى أغنى الدول العربية.

كانت تلك كلمات الفنان الكبير محمد عبده، على قناة سعودية، وليست قناة مصرية، بما قد يفسره البعض بأنه مجاملة رقيقة، وفى سياقها. والحقيقة أن من يشاهد ذلك المقطع المسجل، سيلمس فيه الصدق الواضح فى نبرة صوته، وفى انتقائه لألفاظه، ومرادفاته المؤثرة، التى تنم عن كريم أصله.

ولما سمعت ذلك الحوار، تذكرت حديثًا جمعنى بالموسيقار المبدع، الدكتور جمال سلامة، رحمة الله عليه، عندما توليت رئاسة دار الأوبرا المصرية، قال لى خلاله إن الفنان محمد عبده من أكثر فنانى العرب حبًا لمصر، وأكثرهم تقديرًا وعرفانًا لدورها فى الدول العربية، فى كافة المجالات. ورغم عدم لقائى بالفنان الكبير محمد عبده، من قبل، إلا أن صدق حديثه الذى تابعته بنفسى، استدعى لذاكرتى ما سمعته على لسان الراحل الكبير جمال سلامة، وتأكدت أنه لم يكن فى إطار المجاملة المحمودة من فنان بقدره ومكانته.

ويمكن لأى شخص أن يستمع إلى ذلك الحوار الراقى من خلال البحث على شبكة الإنترنت أو من خلال يوتيوب، ليتعلم درسًا فى الرقى وحفظ الجميل، وليشعر بالفخر والعزة بأفضال مصر على العالم العربى. شكرًا محمد عبده… ودمتى عظيمة يا مصر.



Email: sfarag.media@outlook.com