العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

فى هذا الكتاب، عرضت فيه أن فى حياة كل إنسان شخصيات وأحداثا تبقى مؤثرة فى ذاكرته، وتشكل وعيه، وترسم ملامح مسيرته.

شخصيات فى حياتى
 

لواء د. سمير فرج

 22 فبراير 2025


«شخصيات فى حياتى» هو اسم كتابى الأخير، وهو السابع فى تاريخ إصداراتى، الذى صدر مؤخرًا فى معرض الكتاب المصرى، عن دار نهضة مصر. فى هذا الكتاب، عرضت فيه أن فى حياة كل إنسان شخصيات وأحداثا تبقى مؤثرة فى ذاكرته، وتشكل وعيه، وترسم ملامح مسيرته. وأنا بفضل الله، كنت أحد هؤلاء الذين جمعهم العمر بكثير من الشخصيات المؤثرة، سواء فى مجالى العسكرى أو السياسى أو الثقافى. وحقيقى فى هذا الكتاب، استعدت الكثير من الذكريات مع هؤلاء الأشخاص الذين قابلتهم وتعاملت معهم. ولم تكن هذه الشخصيات مجرد أسماء، فبعضها كان توثيقًا للتاريخ أو شركاء فى تسجيل ملامح شخصيتى عندما عملت تحت قيادتهم العظيمة.

ففى غرفة العمليات، على سبيل المثال، فى حرب أكتوبر، حيث تعاملت مع الرئيس السادات والمشير أحمد إسماعيل، والفريق سعد الشاذلى، والمشير الجمسى. مع كل منهم قصة وحكاية، كان يجب على أن أرويها للتاريخ. وهناك قصة لقائى مع الرئيس جمال عبدالناصر، وأنا ضابط صغير برتبة ملازم أول، وأتناول معه العشاء فى منزله، حين أمر أن يعد لى طبق أومليت بيض، وأن أحكى له ما حدث على خط الجبهة عام 1967، وهو لقاء ظل فى طى الكتمان لأكثر من 30 عامًا، ولم أكشف عنه إلا عندما شعرت بأن الوقت قد حان لتوثيق ذلك.

كما تحدثت عن العلاقة مع الرئيس مبارك، خاصة أننى كنت قريبًا من سيادته، حيث سجلت له مذكراته فى 17 حلقة بالصوت والصورة، وأنا مدير الشؤون المعنوية، ولم يكن بالطبع أن أنسى علاقتى بالرئيس عبدالفتاح السيسى، ونحن فى كتيبة مشاة لمدة عامين. وأيضا من رجال السياسة والإعلام، كانت هناك لقاءات لى مع الأستاذ حسنين هيكل، وليون بانيتا، وهو الذى تولى أكبر المناصب فى أمريكا، بدءًا من رئيس البيت الأبيض، ثم رئيس المخابرات الأمريكية CIA، ثم وزير الدفاع الأمريكى، وقصة العشاء معه وحكايات سيادته عن قصة القضاء بن لادن، ثم الرئيس الفرنسى ساركوزى، الذى أمضيت معه عدة ساعات من الخوف، خلال زيارته للأقصر لم أشعر بها فى حياتى، حتى وأنا فى ست سنوات فى حرب الاستنزاف على جبهة قناة السويس.

ثم لقاءاتى مع عظماء قادة القوات المسلحة، بدءًا من المشير طنطاوى وقصة الـ20 عامًا، منذ كان مدرّسًا لى فى الكلية الحربية، وأنا معه سبع سنوات مديرًا للشؤون المعنوية، حتى فترة الـ 20 شهرًا فى أحداث 25 يناير 2011 فى فترة حكم المجلس العسكرى لمصر. ثم اللواء عمر سليمان عندما كنت قائدًا وصديقًا شخصيًا، واللواء المشير أبو غزالة، صاحب فضل كبير فى حياتى العسكرية، والمشير أحمد بدوى، الذى لى معه قصة سفرى للحصول على الدكتوراه من إنجلترا، ثم الفريق محمد فوزى واللقاء المؤثر الإنسانى، بعد ان ترك خدمته فى القوات المسلحة، والفريق عبدالمنعم رياض، واللحظة الأخيرة قبل استشهاده على قناة السويس.

وأستاذى الفريق صفى بوشناف، ولقائى مع الفريق ضاحى خلفان فى الإمارات الذى يحب مصر. ثم رفيق العمر الفريق كمال عامر، وأخى التوأم فى القوات المسلحة، اللواء محسن السلاوى، وقصة أحلى شوربة عدس. ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير، الذى أمضى رحلته فى الأقصر مع ابنه فى معبد الكرنك.

ثم ملكة النرويج، وزيارتها للأقصر ثم مادلين أولبرايت أول وزيرة خارجية فى أمريكا، وكذلك وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى خلال زيارته للأقصر، ومعه زوجته صاحبة أكبر شركة فى العالم، هاينز الأمريكية. وخناقة على ضفاف النيل فى الأقصر، وقصص زيارتى مع أعضاء الكونجرس الأمريكى لأكثر من 20 شخصية.

أما من الشخصيات العامة، فكان على رأسهم الدكتور أحمد زويل والصداقة التى ربطتنى به لأكثر من عشر سنوات، وسير مجدى يعقوب فى مكتبى فى الأقصر. ثم مقابلتى مع الشيخ الشعراوى، ونقاشى معه حول التوعية الدينية فى القوات المسلحة ثم البابا شنودة، وقصة سبع سنوات لزيارته كل عام، حتى جاء لزيارتى فى الأقصر.

ثم الشيخ محمد الطيب الزعيم الشعبى فى البر الغربى فى الأقصر، ورئيس وزراء مصر الأسبق د. أحمد نظيف ثم بنت النيل، فايزة أبوالنجا، وقصة تدبير الأموال لتطوير الأقصر، ثم السيدة سوزان مبارك، وقصة تطوير 150 مدرسة فى الأقصر. ثم تأتى قصة محمد العبار، رجل الأعمال الإماراتى صاحب أكبر برج فى العالم، برج خليفة. وقصة إهداء الأقصر قرية صغيرة على تراث المعمارى حسن فتحى.

ثم دور المهندس أيمن عاشور، وزير التعليم العالى الحالى، الذى كان استشارى عملية التطوير فى الأقصر، وقصة الحصول على أربع جوائز عالمية فى تطوير الأقصر. ثم قصة رجل الأعمال معتز الألفى، الذى أهدى الأقصر ألف لاب توب لصالح مدارس الأقصر لأول مرة، هذه الأجهزة تستخدم لترفع من مستوى مدارس الأقصر كلها.

ثم جاءت قصة الشخصيات الثقافية، وعلى رأسهم أم كلثوم وقصة أول حفلة حضرتها لها فى حياتى وأنا فى سن السابعة عشرة. ثم يوسف السباعى، وحماسى وأنا طالب فى الكلية الحربية، ثم ذهبت إلى فرنسا لأشاهد أماكن. قصة نادية، ثم حكايتى مع الفنان عادل إمام، الزعيم الذى قدم مسرحيته لمدة أسبوعين على مسرح الجلاء.

أما نادية لطفى، وقصة السندويتشات التى كانت تعدها لجنودى على الجبهة فى حرب الاستنزاف. ثم الدكتورة رتيبة الحفنى الجنرال الألمانى فى دار الأوبرا، وقصة آمال ماهر وهى ذات الـ 17 ربيعًا، ثم الملحن العبقرى حلمى بكر.

وعرضت قصة أنور عكاشة المبدع، وقصة فيلم عن حرب أكتوبر لم يكتمل لها الظهور. ثم المخرج شريف عرفة، وقصة منع فيلم عبود على الحدود. أما الفنان محمد هنيدى، فكانت له قصة فى مسرحية عفروتو فى مسرح الزمالك. وذكريات المبدع مفيد فوزى وتسجيلاته مع المشير طنطاوى والرئيس مبارك.

ولم أكن لأصل إلى هنا قبل أن أتناول حواديت أسرتى، الذين يجب أن أتذكرهم: والدتى الفاضلة، السيدة نبوية الجبرى، التى كان لها أكبر جنازة فى تاريخ مدينة بورسعيد. ووالدى، وقصة عقابى وأنا طفل، عندما شاهدت إزالة تمثال ديليسبس على مدخل قناة السويس.

كذلك حفيدتى فرح التى مكثت أحكى باقى قصتها عندما أدخل المطاعم أو فى المولات. ولقد ختمت كتابى هذا بأشهر مقالة لى فى الأهرام، ومشيت فى الجنازة وحيدًا، وهى التى حصلت على أكثر من مليون قارئ فى العالم العربى، والتى تم نقلها بواسطة مواطن سعودى عن مقالتى فى الأهرام.

تلك كانت قصة كتابى «شخصيات فى حياتى»، الذى شعرت وأنا أعيد كتابتها أننى أحكى قصة حياتى أكثر من قصة الشخصيات التى عرضتها.



Email: sfarag.media@outlook.com