العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
ويمتد نظرك لما بعد ليبيا، فترى تونس تعانى من عدم الاستقرار، بعدم وجود برلمان أو دستور، رغم تخلصها من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وحزب النهضة، وانتخابها للرئيس الحالى قيس سعيد.
|
نظرة إلى مصر وخريطة المنطقة
لواء د. سمير فرج
|
21 مايو 2022
|
إن من ينظر إلى خريطة المنطقة، والشرق الأوسط، يتأكد له أن مصر هى قلب هذه المنطقة، فعلاً، يعزز ذلك موقعها «الجيوستراتيجي» الفريد والمتميز. ولما تنظر إلى غرب مصر، يؤسفك حال ليبيا، التى انهارت منذ رحيل القذافي، وفشلت فى تنظيم الانتخابات يوم 24 ديسمبر الماضي، لتعود إلى النقطة صفر، بوجود حكومة فى الغرب، برئاسة الدبيبة، فى طرابلس، وحكومة فى الشرق، فى بنى غازى برئاسة باشاغا. مما دفع لمصر لدعوة الفرق المتناحرة، إلى القاهرة، للتباحث حول ضرورة اجراء انتخابات رئاسية، حفاظاً على استقرار ووحدة ليبيا.
ويمتد نظرك لما بعد ليبيا، فترى تونس تعانى من عدم الاستقرار، بعدم وجود برلمان أو دستور، رغم تخلصها من حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وحزب النهضة، وانتخابها للرئيس الحالى قيس سعيد. ويتكرر المشهد جنوباً، إذ ترى السودان فى حالة نزاع على السلطة، مع عدم تشكيل حكومة، وموقف اقتصادى متدهور. ثم ترى الصومال، التى تعيش أكبر مجاعة بشرية فى العالم، مع حالة انفلات كاملة بالبلاد.
وإن عبرت البحر الأحمر، بنظرك، هالك معاناة اليمن، التى يعيش أهلها فى اقتتال، منذ سنوات، فضلاً عن مجاعة، وموقف اقتصادى مترد، نأمل أن ينجح المجلس الرئاسى الجديد فى رفعها والوصول بالبلاد إلى حالة الاستقرار، فى ظل الدعم المالى المقدم من المملكة العربية السعودية والإمارات. وإن نظرت إلى العراق، حزنت لتمزقه، واحتمال تقسيمه لثلاث دول، كردية وشيعية وسنية، مع سيطرة إيران عليه، وعدم قدرته على انتخاب رئيس للجمهورية، لإدارة أمور البلاد، رغم نجاحه فى إجراء الانتخابات البرلمانية فى أكتوبر الماضي، علاوة على موقف اقتصادى متدهور، رغم الثروات البترولية الهائلة.
ثم انظر إلى سوريا، فترى الدمار قد طال جميع أركانها، وقد لا يكفيها ربع قرن، لإعادة إعمارها، وعودة أبنائها إليها. ولما تمر ببصرك على لبنان، التى لطالما لقبناها «سويسرا العرب»، تحزن لما آلت إليه أحوالها، أنهكها الصراع السياسي، وتتحكم إيران فى مصيرها، مستخدمة فى ذلك حزب الله، حتى تردت أوضاعها الاقتصادية، وأعلنت الدولة إفلاسها، ليعانى شعبها من عدم توافر الغذاء والخدمات والكهرباء والطاقة، رغم امتلاكها لحقل غاز طبيعى بلوك «9»، الذى استولت عليه إسرائيل.
ثم عدت أنظر لمصرنا الحبيبة، بلد الاستقرار والأمان، الماضية بخطى سريعة على طريق النمو والتنمية، رغم التحديات الاقتصادية التى تمر بها، مثل باقى دول العالم، نتيجة لوباء كورونا، ثم الحرب الروسية الأوكرانية. وستظل، بإذن الله، قادرة على استكمال، مسيرتها بفضل جيشها القوي، وشعبها العظيم، لتبقى دائماً قلب المنطقة، وصمام أمانها.
Email: sfarag.media@outlook.com
|