العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
مما أسفر عن ظهور بعض العناصر الإرهابية، التى نفذت عمليات قرصنة ضد السفن والناقلات، عند المدخل الجنوبى للبحر الأحمر.
|
هل أصبح البحر الأحمر منطقة صراع؟
لواء د. سمير فرج
|
23 ديسمبر 2023
|
يعد البحر الأحمر أحد أهم ممرات التجارة العالمية، باعتباره الطريق البحرى الأسرع والأقصر، وبالتالى الأقل تكلفة، بين آسيا وأوروبا، وذلك عبر باب المندب، حيث أصبح معبراً لجميع السفن التجارية والعسكرية، خاصة ناقلات النفط من دول الخليج إلى أوروبا.
وقد تجلت أهمية البحر الأحمر عقب افتتاح قناة السويس، إذ نسى العالم طريق رأس الرجاء الصالح، لطول مسافته، وما يحفها من مخاطر على الملاحة البحرية.
وأمام تلك الأهمية المُطلقة، تكاتفت دول العالم على إبقاء البحر الأحمر خارج دوائر الصراعات العالمية، لضمان استقرار سلاسل الإمداد العالمية.
إلا أن الأمر لم يخل من بعض التهديدات، فى العصر الحديث، والتى تزامن أولها، مع الاضطرابات التى شهدتها الصومال، مما أسفر عن ظهور بعض العناصر الإرهابية، التى نفذت عمليات قرصنة ضد السفن والناقلات، عند المدخل الجنوبى للبحر الأحمر، مهددة سلامة الملاحة العالمية، إلا أنه، على الفور، تشكلت قوات بحرية مشتركة، من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، متخذة من قواعدها فى جيبوتى مركزاً للقضاء التام على تلك العناصر الإرهابية الصومالية، ليعود البحر الأحمر آمناً كما كان.
ومرة أخرى، مع توتر الأحداث فى اليمن، وسيطرة الحوثيين عليها، إحدى الأذرع العسكرية لإيران فى منطقة الشرق الأوسط، عاد التهديد للبحر الأحمر، من ناحية مضيق باب المندب، ليبلغ ذروته بتدخل الحوثى، ضد إسرائيل، مع بدء حربها على غزة يوم 7 أكتوبر الماضى، بإطلاق طائرات مسيرة ضد ميناء إيلات، ثم بمهاجمة السفن الإسرائيلية، أو غيرها، المتوجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، واختطاف سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلى، وحجزها بميناء الحديدة. بل وأعلنت قيادة الحوثيين فى اليمن، صراحة، أن وقف الهجمات مرهون بحدوث تحول إيجابى باتجاه فك الحصار عن غزة، ومهددة بمزيد من الهجمات حال استمرار الحرب.
ومع محاولات القطع البحرية الأمريكية، فى البحر الأحمر، اعتراض الصواريخ والمسيرات الحوثية المنطلقة باتجاه ميناء إيلات الإسرائيلى، فقد أعلن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مؤخراً، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدى، أمام التهديد الحوثى للبحر الأحمر، والتجارة العالمية، وفى استجابة لدعوته بإنشاء تحالف دولى، للتصدى لهجمات الحوثيين، أعلن وزير الدفاع الأمريكى، عن تشكيل قوة متعددة الجنسيات، أُطلق عليها اسم «حارس الأزهار»، لحماية التجارة فى البحر الأحمر، اعتماداً على القواعد العسكرية لأمريكا، وحلف الناتو، فى جيبوتى، كأساس لانطلاق العمليات العسكرية، وهو ما قد تتصدى له إيران لدعم حلفائها الحوثيين.
ومن هذا يتضح أن عدم وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، من شأنه إشعال الموقف فى البحر الأحمر، بما لذلك من انعكاسات سياسية، واقتصادية، وأمنية، على العالم برمته.
Email: sfarag.media@outlook.com
|