العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
ولنفس الهدف، تجري، حالياً، عملية تطوير كبرى، لأجهزة الإعاقة الإلكترونية، فى كافة المصانع الحربية فى العالم.
|
الصناعات الحربية فى العالم ... المستفيد الأول من حرب غزة
لواء د. سمير فرج
|
13 إبريل 2024
|
تعتبر الصناعات الحربية، فى العصر الحديث، أحد أهم، وأكبر، موارد الدول المنتجة للسلاح، سواء على المستوى الاقتصادي، أو على مستوى تحقيق الاحتواء السياسى لبعض الدول الأخرى، إلا أن نسبة مبيعات تلك الأسلحة تعتمد على أنواعها، وقدراتها.
وفى فترات السلام يكون تطوير الأسلحة والمعدات الحربية أبطأ مما يحدث فى أوقات الحرب، إذ يعتمد التطوير على العمل داخل المعامل، أو التجارب فى الصحراء، دون رد فعل حقيقى من الطرف الآخر، بينما يختلف الأمر فى الحروب والنزاعات، التى يتم خلالها الاختبار الفعلى للسلاح والمعدة، فى ميدان القتال، وتظهر نتائجه المباشرة على الفور، وهو ما يدفع معظم شركات الأسلحة العالمية، للدفع برجالها من عناصر البحث والتطوير، المعروفة باسم (Research & Development (R&D) فى ميادين المعارك الحقيقية، لقياس نجاح سلاحٍ معين، وتحديد مدى الحاجة لتطويره.
وأذكر فى هذا السياق، لقائي، فى العام الماضي، بعددٍ من أفراد إحدى البعثات العسكرية العائدة لتوها من جولة لزيارة عدد من معارض السلاح فى العالم، وبسؤالهم عما اطلعوا عليه من جديد فى ذلك المجال، صدمتنى إجاباتهم بأنهم لم يشهدوا أى تطوير، خاصة على أجهزة الرادار، فى أى من المعارض التى زاروها. وهو ما دفعهم للاستفسار عن الأسباب، فعلموا أن جميع المصانع، ومعامل البحوث والتطوير، تركز أعمالها، حينئذٍ، على تطوير الرادارات، ورفع قدراتها، بما يمكنها من اكتشاف الطائرات المسيرة بدون طيار، أو الدرونز، والتصدى لها، وذلك فى ضوء الخبرات المٌكتسبة من الحرب الروسية- الأوكرانية، والتى أثبتت فشل جميع الرادارات فى اكتشاف تلك الأنواع من الطائرات.
ولنفس الهدف، تجري، حالياً، عملية تطوير كبرى، لأجهزة الإعاقة الإلكترونية، فى كافة المصانع الحربية فى العالم، لاستخدامها كأكفأ عناصر التصدى للطائرات المسيرة بدون طيار، للحد من الخسائر المادية الناجمة عن التصدى لتلك الطائرات، التى لا يزيد ثمنها على بضعة آلاف من الدولارات، بصاروخ دفاع جوى تزيد تكلفته على 2 مليون دولار.
فى حين يمكن تدميرها، أو تعطيلها، باستخدام الأشعة المُستخدمة فى أجهزة الحرب الإلكترونية، مع ضمان النتائج، خاصة أن معظم الطائرات الموجهة بدون طيار تعمل بالموجات اللاسلكية المختلفة، التى من السهل التدخل ضدها.
وبهذا يتضح أن المستفيد، دائماً، من الحروب، هى مصانع الأسلحة والمعدات الحربية، التى تستغل الفرصة للتطوير، بل ولتجربة معداتها، عملياً، فى ميادين القتال، بواسطة جيوش قوية.
Email: sfarag.media@outlook.com
|