العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

نجدها خسرت أكثر من 2500 قتيل، فضلاً عن أسر أكثر من 250 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا.

خسائر إسرائيل فى الشهر التاسع لحربها فى غزة
 

لواء د. سمير فرج

 6 يوليو 2024


عندما بدأت حرب غزة يوم السابع من أكتوبر 2023، لم يكن أى من المحللين العسكريين، أو السياسيين، أو الاستراتيجيين، يتصور أن تمتد تلك الحرب لشهرها التاسع، بل إن إسرائيل، نفسها، لم يكن ذلك فى تقديرها.

واليوم، فى محاولة لحصر خسائر إسرائيل، حتى اليوم، نجدها خسرت أكثر من 2500 قتيل، فضلاً عن أسر أكثر من 250 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا، من بينهم رتب عليا، كما قامت، لأول مرة، بتهجير نصف مليون إسرائيلى، من المستوطنين حول قطاع غزة، سواء فى الشمال أو الجنوب. يضاف لذلك تعرض عدد من مراكزها، ومواقعها، للاختراق، لتحصل المقاومة الفلسطينية على الكثير من المعلومات المهمة عن الموساد، بما مكّنها من غزو الأراضى الإسرائيلية، بعدما كانت الريادة لإسرائيل فى ذلك.

وكأن جيش الاحتلال الإسرائيلى قد خطط لانهيار الصورة، التى حاول تثبيتها، على مر العقود، فى أذهان الجميع، بأنه الجيش الذى لا يقهر، فإذا بالسحر ينقلب على الساحر، وتفشل تكتيكاته فى نقل الحرب، أو نقل أرض المعركة، إلى أراضى خصمه، ويفشل فى تحقيق أى من أهدافه المعلنة، عند بدء الحرب، سواء بتدمير حماس، أو الاستيلاء على غزة، أو حتى تحرير الرهائن، الذى لم يتم إلا جزئيًا، ومن خلال مفاوضات لتبادل الأسرى، كان الجانب الفلسطينى هو الرابح فيها.

كما تسببت تلك الحرب، لأول مرة، فى إحداث شرخ فى وحدة المجتمع الإسرائيلى، سواء الانشقاق داخل الحكومة الإسرائيلية، واستقالة ثلاثة من أعضائها، أو المظاهرات اليومية، فى كل مدن إسرائيل، المطالبة بإقالة نتنياهو، وإجراء انتخابات جديدة. فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التى تتكبدها إسرائيل، والتى تُقدر بنحو 240 مليون دولار، فى اليوم الواحد، نتيجة التوقف التام للسياحة، وتوقفت العديد من المصانع الإسرائيلية، نتيجة استدعاء أفرادها للتعبئة العامة. وشهدت إسرائيل، لأول مرة، اعتراض أكثر من 4 آلاف جندى، وضابط، على المشاركة فى أعمال القتال فى غزة، باعتبارها حربًا خاسرة، فضلاً عن رفض 4100 طيار إسرائيلى الخدمة فى الاحتياط.

وإن كان فى تلك الحرب مكسبًا، فرغم ما يعانيه الفلسطينيون من عدوان غاشم ينافى كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، إلا أنهم نجحوا فى إعادة قضيتهم على رأس أولويات الأجندة العالمية، واكتسبوا اتحاد جميع شعوب العالم معهم، واعتراف عدد من الحكومات بدولة فلسطين، وهو ما قد يؤسس لمرحلة جديدة فى العلاقات الدولية، خاصة فى حال فوز ترامب فى السباق الرئاسى الأمريكى، وهو المعروف بتوجهه نحو حل القضية من خلال دولة إسرائيلية واحدة، تجمع المسلمين واليهود والأقباط، وعاصمتها القدس.



Email: sfarag.media@outlook.com