العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وبالفعل شنت الطائرات الإسرائيلية هجومها، مستخدمة فى ذلك وابلا من القنابل، الأمريكية الصنع، ومتبعة فى تلك العملية أسلوب «الضرب المساحي»، أو “Area Target”، لعدم قدرتها على التعرف على مكان الضيف وسلامة بالتحديد.

مجزرة المواصى ومحاولة اغتيال الضيف وسلامة
 

لواء د. سمير فرج

 27 يوليو 2024


قامت إسرائيل بهجوم مفاجئ على منطقة المواصى غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، بهدف القضاء على قائد كتائب القسام محمد الضيف، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس، وأسفر ذلك الهجوم عن استشهاد تسعين فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 400 آخرين. وقد أعلنت بعض المصادر عن تعقب جهاز الأمن العام الإسرائيلى، «الشاباك»، لقائد لواء خان يونس، رافع سلامة، منذ فترة طويلة، والتيقن من زيارته لأحد المجمعات فى منطقة المواصى خلال تلك الفترة، إلا أن القيادة الإسرائيلية قررت تأجيل الهجوم، على افتراض أن محمد الضيف سوف ينضم إليه، لاحقاً، وذلك بناءً على معلومات من المخابرات الحربية الإسرائيلية، «أمان»، أكدت أن الضيف، الذى نجى من خمسة اغتيالات سابقة، يعانى من مشاكل صحية تجبره على قضاء مدد طويلة خارج الأنفاق.

وطبقاً لرواية صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن ضباطاً من المخابرات الإسرائيلية تلقوا معلومات، من داخل غزة، تشير إلى أن محمد الضيف شوهد فى مجمع سلامة، يوم الجمعة، وتم نقل الخبر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى، نتنياهو، الذى أصدر أوامره بالهجوم مساء الجمعة، بعدما تأكدت لديه المعلومة من مصادر أخرى فى المخابرات الإسرائيلية، وبالفعل شنت الطائرات الإسرائيلية هجومها، مستخدمة فى ذلك وابلا من القنابل، الأمريكية الصنع، ومتبعة فى تلك العملية أسلوب «الضرب المساحي»، أو “Area Target”، لعدم قدرتها على التعرف على مكان الضيف وسلامة بالتحديد، فقامت قواتها بقصف المنطقة بالكامل، غير آبهة بحجم القتلى والجرحى الناتج عن القصف المساحى، واستخدام أنواع من القنابل فائقة التدمير.

وفى حين لم يتأكد مقتل محمد الضيف، أعلنت إسرائيل، رسمياً، على لسان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، أن الهجوم على المواصى أسفر عن مقتل رافع سلامة قائد لواء خان يونس، الذى وصفته بأنه أحد المخططين لعملية السابع من أكتوبر، وأنه انضم إلى حماس فى مطلع التسعينات، وعُين قائداً لكتيبة يونس تحت حكم محمد السنوار، وأنه لعب دوراً رئيسياً فى اختطاف الجندى شاليط. وأضاف أدرعى أن سلامة كان مسئولاً عن كافة عمليات إطلاق القذائف الصاروخية من خان يونس، فى اتجاه إسرائيل، منذ السابع من أكتوبر.

وفى أعقاب العملية، وأثناء محاولات سيارات الإسعاف إجلاء الجرحى من منطقة المواصى، قصفتها قوات الاحتلال، بوحشية، فى محاولة للقضاء على محمد الضيف إن كان بين الجرحى، ليضيف العدو الإسرائيلى مجزرة جديدة إلى سجله الأسود المكدس بجرائم ضد الإنسانية وضد الشعب الفلسطينى.



Email: sfarag.media@outlook.com