العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

بما يجعل الكثيرين يتساءلون، عن إستراتيجيات الدول، وعلى رأسها مصرنا الحبيبة، وعن أبعاد الأمن القومى المصرى، فى الفترة الحالية؟

الإستراتيجية والأمن القومى.. وجهان لعملة واحدة
 

لواء د. سمير فرج

 5 سبتمبر 2024


الإستراتيجية والأمن القومى وجهان لعملة واحدة، هو عنوان أحدث كتبى، الذى صدر الأسبوع الماضى، من الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذى بدأت فى كتابته، منذ فترة، بهدف إتاحته كمرجع لكل الباحثين، المهتمين بمجالات الإستراتيجية والأمن القومى، خاصة فى ضوء ما يشهده عالمنا الحديث والمعاصر، من تغير فى الاتجاهات وما يترتب عليها من أحداث ومواقف، بما يجعل الكثيرين يتساءلون، عن إستراتيجيات الدول، وعلى رأسها مصرنا الحبيبة، وعن أبعاد الأمن القومى المصرى، فى الفترة الحالية؟ ومن خلال هذا الكتاب، حاولت الإجابة عن تلك التساؤلات، حيث تحدثت فى الفصل الأول عن موضوع الاستراتيجية وعلم التخطيط، مستعرضاً مفهوم الاستراتيجية العليا والعسكرية، مع توضيح مفهوم الأهداف الاستراتيجية، ووسائل تحقيقها. ثم تناولت فى الفصل الثانى بعنوان الأمن القومى مصطلح لكل العصور، الذى يُفسّر بأنه قدرة الدولة على حماية نفسها من التهديدات الداخلية أو الخارجية، خاصة بعد ظهور مفهوم قوة الدولة الشاملة، الذى يضم القوى الاقتصادية والسياسية والبشرية والقوى الناعمة، والأبعاد التاريخية والثقافية للدولة، وعلى رأسها، بالطبع، القوة العسكرية، التى أضيفت لها، حديثاً، أبعاد جديدة متمثلة فى حروب الجيلين الرابع والخامس. ولقد استعرضت فى هذا الكتاب تعريف، الأمن القومى المصرى، ومجالاته المختلفة، سواء كان المجال السياسى أوالعسكرى أومجال المعلومات، وأخيراً مجال القوى الناعمة، ثم استعرضت عناصر تهديد الأمن القومى لأى دولة، سواء كانت تهديدات سياسية أوداخلية أوخارجية، فضلاً عن تصنيفها كتهديدات اقتصادية، أو عسكرية، ولم أغفل تهديد التطرف الدينى، الذى يقف وراء كل العمليات الإرهابية، التى تطول مختلف دول العالم. ثم تناولت بصفة خاصة التهديدات الرئيسية للأمن القومى المصرى، حالياً، التى تشمل دوائر الأمن القومى البعيدة، والدوائر الإقليمية، والدوائر الخطرة. تناولت، بعد ذلك، الاتجاهات الإستراتيجية للأمن القومى المصرى، والتى تشمل أربعة اتجاهات، جغرافية، وهى الاتجاه الإستراتيجى الشمالى شرقى، من ناحية سيناء، الذى كان بوابة تهديد مصر، عبر التاريخ، منذ الهكسوس وصولاً للإرهاب الدينى المتطرف، وما بينهما من أحداث مستمرة فى فلسطين المحتلة، خاصة قطاع غزة.أما الاتجاه الإستراتيجى الثانى فهو الاتجاه الغربى، من ناحية ليبيا، التى صار عدم استقرار وضعها السياسى والاقتصادى والأمنى، بعد رحيل القذافى، يمثل تهديداً للأمن القومى المصري. ويعُد ثالث الاتجاهات الاستراتيجية هو الجنوبى، من ناحية السودان وحوض نهر النيل، الذى أصبح يمثل تهديداً مباشراً، نتيجة عدم الاستقرار العاصف بتلك المنطقة. وأخيراً، الاتجاه الرابع، الشمالى، من ناحية البحر المتوسط، الذى لم يُشكل تهديداً يُذكر، إلا بعد اكتشافات الغاز الطبيعى فى شمال مصر، وما نتج عنها من أطماع متمركزة فى ذلك الاتجاه. انتقلت، بعد ذلك، للحديث عنه دوائر الأمن القومى القريبة، وأولها الدائرة الإفريقية، مستعيدا بعضا من تفاصيل الدور الكبير الذى لعبته مصر، منذ إنشاء الرئيس جمال عبدالناصر، منظمة الوحدة الإفريقية مع إثيوبيا والسودان، والتى كانت سبباًلازدهار العلاقات المصرية الإفريقية، التى أعادها الرئيس السيسى، لما كانت عليه، مع وصوله للحكم. أما على مستوى الدوائر العربية، فجاءت دائرة حوض نهر النيل، التى تضم إحدى عشرة دولة، وتعتبر أهم الدوائر المؤثرة على الأمن القومى المصرى، حالياً، منذ سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب،وانعكاسات ذلك على الملاحة بقناة السويس. ثم تناولت فى دوائر الأمن القريبة، ومنها دائرة البحر المتوسط، مستعرضاً الوثيقة الأمريكية، التى كشفت عن أن دولاً مطلة على البحر المتوسط، تطفو فوق بحيرة من الغاز الطبيعي. وفى الفصل الرابع، تناولت قضية الإرهاب الذى يهدد الأمن القومى، لكل دول العالم، مستعرضاً أشكاله المتعددة؛ ومنها الإرهاب السياسى، الذى يتلاعب بمصير الشعوب، والاجتماعى، المرتكز على الأحوال الاقتصادية، للتمييز بين فئات المجتمع، والإرهاب العسكرى المعتمد على استخدام القوة، لإحداث الخوف والفزع، بهدف تغيير نظم الحكم، والإرهاب الأيديولوجى المرتكز على مذهبين فكريين؛ الفوضى والتحرير الذاتى، تجاه الأعراف والتقاليد، بما قد يصل إلى حد الحرب. وتتخذ العمليات الإرهابية صوراً متنوعة، منها الاغتيال السياسى، أو الاختطاف، أو قتل مجموعات من الأجانب، فضلاً عن عمليات خطف الطائرات، أو التدمير والتفجير باستخدام العربات المفخخة، أو العمليات الانتحارية. وحديثاً تعرفنا على الإرهاب التكنولوجى، المعنى بنشر الشائعات والأكاذيب، من خلال شبكات الاتصال، أواختراق أنظمة القيادة أو الأنظمة المصرفية.

وقد تعرضت فى هذا الفصل للشكل الجديد من الحروب، وهى الحروب بالوكالة، التى تعد العمليات الإرهابية أحد اشكالها، ومن أمثلتها، ما شهدناه من دعم عناصر المجاهدين، فى أفغانستان، لطرد الروس. كما عرضت نبذة عن تاريخ الجماعات الإرهابية، ومنها تنظيما القاعدة، وداعش، وفى النهاية وضحت جهود مصر، فى عهد الرئيس السيسى، للتصدى للإرهاب فى سيناء، ونجاحها فى القضاء عليه، لتبدأ مرحلة التنمية، إيماناً بمقولة الرئيس السيسى بأن تأمين سيناء لن يكون إلا بتنميتها. أما الفصل الخامس، فقد أوضحت فيه أهمية التسليح لتحقيق مفاهيم الأمن القومى، مشيداً، عن حق، بقرار الرئيس السيسى بتنويع مصادر السلاح، والذى كان سبباً لتتبوأ مصر مركزها العسكرى، الحالى، كأقوى الدول العربية والإفريقية، وفقاً لتقرير مؤسسة جلوبال فاير باور، كما تطرقت إلى أحدث أسلحة الترسانات العسكرية، وهو الطائرات المسيرة، التى أحدثت ثورة فى الفكر العسكري. كانت تلك نبذة عن كتابى الصادر حديثاً، والذى أتمنى أن يكون فيه النفع، والفائدة، خاصة لشباب الباحثين فى مجال الإستراتيجية والأمن القومى.



Email: sfarag.media@outlook.com