العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
يتأثر الأمن الجيوسياسى كذلك بالأحداث الإقليمية وقدرة مصر العسكرية للحفاظ على مكانتها الجيواستراتيجية بالمنطقة.
|
الأمن الجيوسياسى المصرى
لواء د. سمير فرج
|
14 سبتمبر 2024
|
«الأمن الجيوسياسى» ليس بالمصطلح الجديد، رغم عدم اعتيادنا على سماعه، إلا مؤخرًا، وهو ما يرجع للأحداث التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، ودور مصر المهم فى المنطقة، فى ضوء موقعها الذى وصفه المفكر المصرى، جمال حمدان، بأنه «عبقرى».
ووفقًا للعلوم الاستراتيجية، فإن مفهوم الجيوسياسى يرتبط بموقع الدولة الجغرافى، وما لذلك الموقع من تأثيرٍ مباشر على سياستها الأمنية والدفاعية، وكذلك على سياستها الخارجية، سواء مع الدول المحيطة بها، أو مع القوى العظمى، وبتطبيق ذلك المفهوم على الأمن الجيوسياسى المصرى، نجده مفهومًا مُتعدد الجوانب، يشمل حماية مصر من التهديدات الداخلية أو الخارجية، على حدٍ سواء، من خلال التدابير السياسية والاستراتيجية التى يتم اتخاذها لحماية مصالح مصر واستقرارها، وسيادتها، أخذًا فى الاعتبار امتدادها وانتماؤها الجغرافى والاستراتيجى، إذ يمتد موقع مصر الجغرافى بين قارتى إفريقيا وآسيا، التى تحتضن شبه جزيرة سيناء، فضلًا عن تصنيفها كدولة شرق أوسطية، وإحدى دول حوض البحر المتوسط، لامتداد سواحلها الشمالية عليه، وإحدى دول البحر الأحمر، ومن كل ذلك، يتأكد أهمية موقع مصر ليس فى الشرق الأوسط فقط، ولكن فى العالم كله.
يُضاف لأهمية مصر وجود قناة السويس ضمن أراضيها، كأحد أهم الممرات الملاحية العالمية، التى تُعد محورًا حيويًا للتجارة العالمية والنفط، فضلًا عن كونها ممرًا أساسيًا فى المحور البحرى لطريق الحرير مع الصين، وهو ما يفرض بدوره انعكاسات على استراتيجية مصر الجيوسياسية، التى تتطلب حفظ التوازنات مع الدول المجاورة والقوى العالمية، لفرض سياسات من شأنها تخفيف التوترات العالمية، خاصة بمنطقة الشرق الأوسط، الذى فرضت عبقرية موقع مصر الجغرافى أن تكون مركزه، فضلًا عن كونها بوابة إفريقيا وآسيا.
يتأثر الأمن الجيوسياسى كذلك بالأحداث الإقليمية وقدرة مصر العسكرية للحفاظ على مكانتها الجيواستراتيجية بالمنطقة، كما يتأثر، كذلك، بالاستقرار الاقتصادى الذى يتشابك مع الأمن الجيوسياسى، ومثله فى ذلك التماسك الداخلى لمصر، خاصةً على الصعيد الاجتماعى، الذى يلعب دورًا حيويًا ومهمًا للأمن القومى المصرى، أما على صعيد العلاقات الدبلوماسية، فلابد من خلق علاقات متوازنة ومتزنة مع دول الجوار والتكتلات العالمية، لضمان الاستقرار الأمنى الجيوسياسى المصري، باعتباره أحد ركائزها للاستقرار الشامل والنمو والتنمية.
Email: sfarag.media@outlook.com
|