العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

نجد أن رهائنها لازالوا فى قبضة حماس، التى لم تنجح إسرائيل، كذلك، فى القضاء عليها.

بعد عام من حرب غزة... ماذا حقق نتنياهو؟
 

لواء د. سمير فرج

 28 سبتمبر 2024


أيام وتبدأ حرب غزة عامها الثانى، تلك الحرب التى اندلعت يوم السابع من أكتوبر، من العام الماضى، بعدما فاجأت حركة حماس جيش الاحتلال الإسرائيلى بتنفيذ عملية طوفان الأقصى. وعلى أثرها أعلنت إسرائيل عن ثلاثة أهداف من حربها على عزة، وهى؛ أولاً تحرير الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، ثم القضاء على حماس، وأخيراً الاستيلاء على غزة، بحجة تأمينها.

وبعد عام، تقريباً، دعونا نحلل ما حققته إسرائيل من أهدافها، حتى اليوم، نجد أن رهائنها لازالوا فى قبضة حماس، التى لم تنجح إسرائيل، كذلك، فى القضاء عليها، وإن كنا لا ننكر إضعاف قدراتها، بعد عام من القصف المتواصل، وهو ما قد يحسبه البعض انتصاراً لحركة حماس التى تقاتل ضد جيش نظامى، بما تحمله الكلمة من كل معانى التدريب والكفاءة، فضلا عن الدعم اللامحدود الذى يتلقاه من أمريكا. وإذا ما اقتربنا من نتائج الهدف الثالث، نجده لم يتحقق، بل ولازالت حماس تكبد إسرائيل خسائر يومية فى غزة.

ومن المؤكد أنه بعد انتهاء الحرب، سيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، ورئيس الأركان الإسرائيلى، وقادة الجهات الاستخباراتية هناك؛ الموساد، والشاباك، وأمان، المحاكمة بتهمة التقصير فى التصدى لحماس. ولتفادى أو الهروب من ذلك المصير، فالإجراء الوحيد الذى نجح فيه نتنياهو، هو إطالة زمن الحرب، آملاً فى استمرارها لحين حسم الانتخابات الأمريكية القادمة، التى يأمل نتنياهو أن يفوز بها ترامب، لتنتهى القضية الفلسطينية، فى ضوء إيمان ترامب بحل القضية الفلسطينية من خلال دولة واحدة، هى دولة إسرائيل، وعاصمتها القدس، التى يعيش فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون، عكس جو بايدن، الذى يؤيد حل القضية الفلسطينية من خلال دولتين.

وقد استعد نتنياهو لسيناريو الدولة الواحدة، بتجهيز بعض التعديلات التشريعية، والتى من ضمنها قصر أعضاء الكنيست من العرب، وغير اليهود، على ما لا يتجاوز ٢٠٪ من المقاعد، لضمان عدم سيطرتهم على السلطة، إذا ما زادت أعدادهم بعد عدة سنوات. ولضمان استقرار دولته الجديدة، التى يأمل فى تحقيقها، بدأ نتنياهو فى حربه ضد قوات حزب الله، فى جنوب لبنان، بهدف استنزاف قدراتها، وإلحاق أكبر تدمير ممكن بقواتها وأسلحتها، فى الفترة القادمة، بعدما تأكد من أن هجماته لم تستهلك إلا 10% من أسلحة وصواريخ حزب الله.

وبناءً على فشل إسرائيل فى تحقيق أهدافها المعلنة من حربها على غزة، وفى ضوء محاولات تفادى المحاكمة، فإننى أتوقع استمرار الحرب حتى الخامس من نوفمبر القادم، على أقل تقدير!



Email: sfarag.media@outlook.com