العودة إلى الفهرس الرئيسي
لتحميل الوثيقة في صورة PDF
من المقــال
لذلك فوجئت القوات السورية من الفيلق الدفاعى بدخول القوات إلى عمق مدينة حلب.
|
عندما عادت رياح الإرهاب فى سماء حلب
لواء د. سمير فرج
|
7 ديسمبر 2024
|
فجأة، هبت رياح الإرهاب لكى تهاجم حلب فى شمال سوريا من جماعة النصرة، ورغم أنها قامت بتغيير اسمها إلى هيئة تحرير الشام، لكن ظل اسمها موجوداً على قوائم الإرهاب فى الأمم المتحدة وأمريكا وباقى دول العالم، لذلك جاء اندفاعها واحتلالها مدينة حلب الشهباء، ثانى مدن سوريا والعاصمة الصناعية، عن طريق مدينة إدلب مفاجئاً للجميع.
والحقيقة أن ذلك الأمر كان صدمة للجميع خاصة أن سوريا كانت قد تمكنت تقريباً بمساعدة روسيا من القضاء على معظم عناصر داعش فى السنوات الماضية لكى يبقى داخل سوريا، القوات التركية والأمريكية، ثم القوات العسكرية الروسية فى قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية، علاوة على قوات حزب الله التى كانت تتمركز حول مدينة حلب مع قوات الفيلق السورى.
وفجأة، مع بدء هجوم القوات الإسرائيلية على جنوب لبنان، بدأت قوات حزب الله تفكر فى سحب بعض من عناصرها الموجودة فى سوريا، حيث إن الجبهة السورية كانت حتى ذلك الوقت مستقرة. ومن هنا سحبت عناصر حزب الله المتمركزة حول مدينة حلب، وبالتالى تركت فراغاً فى الدفاعات.. وكان خطأ ذلك كبيراً من قائد الفيلق السورى أنه لم يعدل خطته الدفاعية، وألا يترك القطاع الدفاعى الذى كانت به قوات حزب الله بدون عناصر من الفيلق السورى، لذلك فور وصول هذه المعلومات إلى عناصر هيئة تحرير الشام (جماعة النصرة)، قررت سرعة مهاجمة مدينة حلب، مستغلة الفراغ فى الدفاعات برحيل قوات حزب الله، واندفعت إلى عمق المدينة دون أن تطلق طلقة واحدة.
لذلك فوجئت القوات السورية من الفيلق الدفاعى بدخول القوات إلى عمق مدينة حلب، فاضطرت للانسحاب سريعاً، تاركة أسلحتها ومعداتها لتكون صدمة للجميع.
ومن هنا كان التساؤل حول فشل عناصر الاستخبارات الروسية والسورية والعراقية والتركية، وحتى الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، فى معرفة نية حركة تحرير الشام بهذا الهجوم من إدلب نحو حلب لكى تستولى عليها دون إطلاق طلقة واحدة.
ومن هنا بدأ الجميع يتساءل: هل عادت رياح الإرهاب إلى الأجواء السورية مرة أخرى؟ وهل ستبقى سوريا وحيدة أمام هذه الجماعات الإرهابية، حيث إن روسيا مشغولة بما يحدث فى الجبهة الأوكرانية، وإيران تنتظر هجمات إسرائيل للمفاعلات النووية، وحزب الله غير قادر على القتال فى جبهتين الإسرائيلية والسورية. وهل ستنجح سوريا فى القيام بهجومٍ مضاد للقضاء على عناصر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) لكى تقضى على رياح الإرهاب التى هبت على شمال سوريا مع نسمات الشتاء القارص؟
Email: sfarag.media@outlook.com
|