العودة إلى الفهرس الرئيسي

لتحميل الوثيقة في صورة PDF

من المقــال

وهنا يبرز السؤال عن جدية إسرائيل فى تنفيذ ضربة عسكرية ضد الحوثيين

هل القادم هو اليمن؟
 

لواء د. سمير فرج

 28 ديسمبر 2024


تعرفت خلال دراستى العسكرية بكلية كمبرلى الملكية، ببريطانيا، على قواعد العقيدة والفكر العسكرى الغربى، الذى يصنف أعمال القتال ضد العدو إلى مراحل، وهو نفس النهج الذى اتبعته إسرائيل عند بدء عملياتها العسكرية فى غزة، حيث استهدفت فى مرحلتها الأولى القضاء على حماس، وبعد أقل من عام، بدأت المرحلة الثانية بمهاجمة جنوب لبنان، لتدمير عناصر حزب الله، ثم بدأت المرحلة الثالثة، بتدمير الجيش السورى، ذلك الحلم الذى تمكنت من تحقيقه بعد خمسين عاماً من السعى إليه، واستولت بالفعل على منطقة جبل الشيخ فى هضبة الجولان، أهم هدف حيوى، وجيواستراتيجى فى الأراضى السورية، لتتجه أنظار العالم اليوم إلى اليمن، التى يُتوقع أن تكون المرحلة الرابعة، بتوجيه ضربة عسكرية ضد الحوثيين.

ورغم الاختلاف مع الحوثيين، كميليشيات عسكرية دخيلة على اليمن، إلا أنهم حققوا ضربة قوية ضد إسرائيل، بمنع السفن المتجهة لميناء إيلات من المرور من مضيق باب المندب، مما اضطرها للالتفاف من خلال طريق رأس الرجاء الصالح. ورغم تكوين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحالف عسكرى فى البحر الأحمر، للتصدى للصواريخ والمسيرات التى يطلقها الحوثيون ضد السفن الإسرائيلية، إلا أن ميناء إيلات تأثر بشدة، بعدم وصول السفن إليه منذ مدة، بل واصل الحوثيون استهدافهم للسفن البريطانية والأمريكية، ورغم الضربات التى وجهها التحالف ضدهم، إلا أن تأثيرها كان محدوداً، مما دفع إسرائيل لتوجيه ضربة جوية ضدهم فى اليمن، استهدفت بها البنية الأساسية للبلاد.

وفى بداية الأسبوع الجارى، أطلق الحوثيون صاروخاً ضد تل أبيب، فضربت القيادة الأمريكية، على أثره، أهدافا فى صنعاء، وأسقطت طائرات مسيرة للحوثيين فى البحر الأحمر، فجاء رد الحوثيين باستهداف حاملة طائرات أمريكية، بثمانية صواريخ مجنحة، وأعلنوا إسقاط طائرة أمريكية من طراز F18، رغم إعلان القيادة المركزية سقوطها بنيران صديقة.

يرجع ذلك التصعيد المتبادل، فى رأيى، لهدفين؛ الأول لقبول إيقاف إطلاق النار فى غزة مقابل توقف الحوثيين عن استهداف إسرائيل، التى تستهدف من جانبها تنفيذ هجوم شامل ضد الحوثيين فى اليمن بعد وقف إطلاق النار فى غزة، لاستكمال تدمير قوات الحوثى العسكرية.

وهنا يبرز السؤال عن جدية إسرائيل فى تنفيذ ضربة عسكرية ضد الحوثيين، فى ضوء طول المسافة حتى اليمن، وما يتطلبه ذلك من معدات عسكرية ضخمة، منها الطائرات من طراز F16، واحتياجات إعادة تموينها فى الجو، فضلاً عن مخاوف التحالف الأمريكى البريطانى الفرنسى من احتمالات رد الحوثيين بضرب المنشآت البترولية فى دول الخليج العربى.

عموماً، فإن الأيام القليلة القادمة ستوضح ما إذا كانت المرحلة الرابعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية ستكون فى اليمن أم لا.



Email: sfarag.media@outlook.com